30 أبريل 2024 14:50 21 شوال 1445
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
مقالات

المستشار مساعد عبد العاطي يكتب : عن الإنسحاب الأمريكي

دنيا المال

الولايات المتحدة الأمريكية تنسحب من البروتوكول الاختياري لتسوية المنازعات الدبلوماسية 
 

- أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية رسميا انسحابها من البروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 ، ردا علي تقدم فلسطين بدعوي رسمية ضدها لنقلها سفارتها من تل أبيب الي القدس المحتلة ، و أيضا إصدار المحكمة لقرارا ضدها علي ضوء الدعوي التي رفعتها ايران امام المحكمة تدفع فيها بانتهاك الولايات المتحدة الأمريكية لمعاهدة الصداقة الموقعة من قبل الدولتين في عام 1955 .

- القانون الدولي الدبلوماسي يعد اقدم صور للقانون الدولي ، بل ان العلاقات قديما بين الجماعات البشرية ، من خلال التجارة و إيفاد الرسل بين الحكام قديما كان اول ظهور للعلاقات الدولية .

- اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 ، تعد المرجعية القانونية الحاكمة و الناظمة للعلاقات الدبلوماسية بين الدول .

- اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية تعتبر تجسيدا و تدوينا للأعراف الدولية ، وهي اتفاقية امميمة بمعني ان الأمم المتحدة كان لها الدور الاكبر في وضع و صياغة أحكام هذه الاتفاقية .

- الاتفاقية ارفق بها ملحقا اختياريا يعني بتسوية المنازعات الدبلوماسية التي قد تثور بين الدول الأطراف ، وأعطت لمحكمة العدل الدولية باعتبارها الأداة القانونية الرسمية للأمم المتحدة التصدي لنظر هذه الدعاوي طالما ارتضت الدول التوقيع علي الاتفاقية .

- ايران استغلت ثغرة قانونية في الاتفاقية تمثلت في البروتوكول الاختياري هذا المرفق بالاتفاقية ، كنافذة لها للوصول الي مقاضاة الولايات المتحدة الأمريكية امام محكمة العدل الدولية .

- ويبقي هنا التساؤل القانوني ، مفاده هل يرتب الانسحاب الأمريكي من البروتوكول الاختياري أثره حال انه جاء عقب رفع الدعاوي علي الولايات المتحدة الأمريكية ؟؟؟؟

- اعتقد من وجهة نظري الشخصية أن البروتوكول مرتبط بالاتفاقية ارتباطا لا يقبل التجزئة ، فضلا عن الولايات المتحدة الأمريكية لم تنسحب من الاتفاقية التي تدون أعراف دولية ملزمة تهم جموع المجتمع الدولي و مرتبطة بمصالحه الأساسية ، بالإضافة إلي أن رفع فلسطين لدعوها امام محكمة العدل الدولية كان قبل الإنسحاب الأمريكي ، كما ان الدعوي الإيرانية ضد الولايات المتحدة الأمريكية رفعت و أصدرت المحكمة قرارها قبل الانسحاب الأمريكي ، و لما كان الثابت ان محل الدعوتين هو الاحتكام الي محكمة العدل في ضوء الأحكام القانونية الواردة باتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية من منظور قانوني خالص ، كما ان اعتبارات التزام الدول بتنفيذ كافة المعاهدات الدولية بحسن نية يعد احد المبادئ القانونية العامة الحاكمة للعلاقات الدولية ، ومن ثم نري عدم ترتيب الانسحاب الأمريكي لاية اثار قانونية حيال الدعوي الإيرانية ضدها .

المستشار الدكتور/ مساعد عبدالعاطي شتيوي.

عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للقانون الدولي.

المستشار مساعد عبد العاطي