12 مايو 2025 19:49 14 ذو القعدة 1446
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
حارة اليهود

معاريف العبرية : مصر وضعت خط أحمر لإسرائيل ”لا سفراء قبل وقف حرب الإبادة في غزة ”

فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي
فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي

نشرت صحيفة معاريف العبرية على موقعها الالكتروني اليوم تقريرا تحت عنوان " لا سفراء وبلا حد زمني .. مصر تضع خطًا أحمر لإسرائيل . . ومع صورة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي مبتسمًا، على غير عادتهم في الصور السابقة ... و كتبت الصحفية "أنا برساكي" في ظل استمرار القتال وعدم تطبيق اتفاقات وقف إطلاق النار، ترسل مصر رسالة قوية لإسرائيل بتأجيل تعيين السفير الجديد في تل أبيب وعدم استقبال السفير الإسرائيلي في القاهرة.

قررت مصر تأجيل تعيين سفيرها الجديد في تل أبيب، وعدم قبول تعيين "أوري روتمان" سفيراً جديداً لإسرائيل في القاهرة، خلفاً للسفيرة "أميرة أورون" التي انتهت ولايتها في خريف 2024.

وأضافة وفقاً لمصادر دبلوماسية نقلاً عن صحيفة خليجية، فإن القرار غير محدد المدة، ويعكس عمق الجمود في العلاقات بين مصر وإسرائيل منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر 2023، واستمرار رفض مصر لسياسة إسرائيل في القطاع. وبحسب المصادر فإن الحركة الدبلوماسية السنوية التي تستعد لها الخارجية المصرية لتعيين سفراء في عدة عواصم، جرت دون تعيين سفير جديد في تل أبيب، خلفاً للسفير السابق خالد عزمي، الذي انتهت فترة عمله قبل أشهر وعاد إلى الخارجية المصرية دون تعيين بديل له حتى الآن.

السفير طارق دحروج، الذي كان أحد أبرز المرشحين للمنصب في دورة 2025 عندما كان مديراً لإدارة ليبيا في وزارة الخارجية ومعروف بخبرته في القضايا الإقليمية الحساسة، تم تعيينه الأسبوع الماضي سفيراً لمصر في باريس بدلاً من تل أبيب.

وبحسب مصادر دبلوماسية مصرية، فإن استياء روثمان مرتبط بشكل مباشر باستمرار القتال في قطاع غزة، وانسحاب إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه برعاية مصرية وقطرية، وإصرار الحكومة الإسرائيلية على تنفيذ خطط واسعة لتهجير الفلسطينيين.

وأكدت المصادر أن "هذا لا يعني بالضرورة خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية، بل يعكس موقفا سياديا ذا أبعاد سياسية ورمزية".

وقال السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق في تصريحات لوسائل الإعلام إنه "في ظل هذا السلوك العدائي من جانب إسرائيل تجاه الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، فإنه ليس من المناسب أو المقبول سياسيا أن يقدم سفير مصري جديد أوراق اعتماده للحكومة الإسرائيلية، أو أن يتحدث عن "تعزيز التعاون"، بينما تستمر الجرائم والانتهاكات بهذا التصعيد اليومي".

وأضاف أن قرار تأجيل تعيين السفير يعكس موقفا مصريا واضحا يضع احترام إسرائيل لعملية السلام وحقوق الشعب الفلسطيني ووقف عدوانها على جيرانها كمدخل لاستعادة أي شكل من أشكال العلاقات الطبيعية.

ونسبت معاريف العبرية للسفير رخا قوله أن "السياسة العدوانية التي تنتهجها الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل، والتي تتضمن حرب إبادة ممنهجة ضد سكان غزة عبر الحصار والتجويع والقصف الجوي المتكرر، إلى جانب الهجمات المستمرة على الضفة الغربية وهدم مخيمات اللاجئين والتهجير القسري لسكانها، تظهر بوضوح أن إسرائيل عازمة على تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل".

وبحسب قوله فإن هذه السياسة تمتد إلى الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا، من خلال قصف المناطق والتدخل في شؤونها الداخلية، إلى جانب رفض تنفيذ اتفاق الانسحاب من جنوب لبنان، والاعتداءات المستمرة على اليمن، والتهديدات ضد دول أخرى في المنطقة.

وقال أشارت معاريف العبرية إلى تعليق للدكتور أيمن سلامة في حديث لـ«العربي الجديد»، إن تأخر مصر في الموافقة على سفيرها الجديد لدى إسرائيل يعد تطوراً لافتاً يحمل دلالات سياسية وقانونية عميقة، خاصة في ظل التوترات المتزايدة بين الجانبين.

وقال إنه على الرغم من أن تبادل السفراء يعد من الركائز الأساسية للعلاقات الدبلوماسية ويعكس الرغبة في الحفاظ على قنوات الاتصال مفتوحة، إلا أن قرار الدولة بشأن تعيين سفير أو رفضه هو جزء من سيادتها ولا يخضع لمعايير قانونية ملزمة في توقيتها، بل يمارس بناء على اعتبارات المصلحة الوطنية.

وأكد سلامة أن هذا القرار لم يأتي من فراغ، بل في سياق تعاقدي ينظمه اتفاق السلام المصري الإسرائيلي، الذي وإن لم يلزم الطرفين بتاريخ محدد لتبادل السفراء، إلا أن روح الاتفاق تفترض وجود تمثيل دبلوماسي نشط يعكس تطبيع العلاقات والسعي إلى السلام المستدام.

وأشار إلى أن التوترات الحالية، وفي مقدمتها التصعيد في غزة والتصريحات الإسرائيلية التي فسرتها القاهرة على أنها عدائية، إلى جانب قضية محور فيلادلفيا التي ترى مصر أنها انتهاك واضح للترتيبات الأمنية المحددة في الاتفاق، كلها عوامل تعطي أبعادا سياسية وقانونية لقرار التأجيل.

وبحسب سلامة، فإن القاهرة قد تستخدم أدوات دبلوماسية وقانونية للضغط على الجانب الإسرائيلي للالتزام بالالتزامات التعاقدية، ويعد تأجيل تعيين السفير أحدها، كرسالة معارضة واضحة.

وخلص إلى أن هذا القرار، رغم كونه سياديا، إلا أنه يعكس بوضوح عدم الرضا والقلق المصري تجاه السياسة الإسرائيلية، ويشكل مؤشرا دقيقا على مسار العلاقات الثنائية في ضوء التطورات الإقليمية الراهنة.

وبحسب صحيفة معاريف العبرية فإن السفيرة أميرة أورون ، التي شغلت منصب سفيرة إسرائيل لدى تركيا ومصر، وهي حاليًا باحثة أولى في معهد دراسات الأمن القومي، حاولت التخفيفي من الصورة القاتمة والسعى لوضع الأمور في سياقها الصحيح قائلة أن : "صحيفة العربي الجديد صحيفة قطرية يملكها عزمي بشارة، وهم سعداء بالتأكيد بنشر خبر غياب السفيرين المصريين في إسرائيل وإسرائيل في مصر. تجدر الإشارة إلى أن مصر لم تصدر بيانًا رسميًا بهذا الشأن.

فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي مصر إسرائيل خط أحمر غزة حرب الإبادة