18 أكتوبر 2025 11:35 25 ربيع آخر 1447
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
مقالات

حرمة الضرب في الميت!

يحيى قلاش
يحيى قلاش

بقلم : الكاتب الصحفي يحيى قلاش.. نقيب الصحفيين السابق

يسمونها "المحروقات"، وزيادة أسعار البنزين والسولار هي فعلًا حارقة لمزيد من جسد المواطن، وتقلل من قدرته على العيش الكريم أو التمسك بالحياة.

كأنها تحرق عمدًا مساحات من السعادة العابرة في توقيت التأهل لكأس العالم، أو نجاح مرشح مصر في تولي رئاسة منظمة اليونسكو، أو مشهد شرم الشيخ، الذي بدت فيه قدرة مصر وصمودها ضد محاولات إسرائيل تهجير الفلسطينيين.

وهي تزيد من مساحة انعدام الثقة بين المواطن والمسئول بعد أن خرج عليه رئيس الحكومة قبل الزيادة بأيام لينفي شائعات زيادة البنزين، ويؤكد أنه لم يتخذ أي قرار في هذا الاتجاه.

والأخطر أنها تحرق الثقة في أجهزة يُنسب إليها أنها صاحبة تقدير الموقف في مباغتة المواطن على هذا النحو من التكتيك المتكرر في لعبة الزيادة.

المثير في زيادة المحروقات أنها تظهر وكأن هناك متربصًا كل همه هو الحرص على اتساع الهوة بين المواطن، وصاحب القرار، والسحب المنتظم من رصيد هذه العلاقة، خاصة مع تكرار الدفع بالمنطق غير المقنع في مراعاة الأسعار العالمية، التي باتت تطبق في اتجاه واحد ودون مراعاة لحرمة الضرب في الميت.

المحروقات اسم على مسمى، لكن المهم هو كيف نستطيع السيطرة على نار هذه المحروقات كلما سرحت واتسعت وزادت مخاطرها.

نقيب الصحفيين..يحيى قلاش .. الأسعار.. المحروقات