الدكتور سعيد البطوطي يكتب .. السياحة البحرية Sea Cruises

سياحة الرحلات البحرية تمثل حاليا 2.7% فقط من قطاع السفر والسياحة الدولي، ومن أكثر قطاعات السياحة ربحية.

هذا القطاع في نمو مطرد من عام 1985 حتى الآن. ففي عام 1095 كان عدد سائحي الرحلات البحرية لا يتعدى 1.9 مليون، ثم نما إلى 3.7 مليون عام 1990، ثم إلى 7.6 مليون عام 2000، ثم إلى 14.8 مليون عام 2010 حتى وصل إلى 29.7 مليون عام 2019. تراجع هذا العدد مع إغلاقات COVID-19 إلى 5.8 مليون عام 2020 ثم إلى 4.8 مليون عام 2021، وبعد ذلك تعافت السياحة البحرية ونما العدد إلى 20.4 مليون عام 2022 ثم واصل النمو إلى 31.7 مليون عام 2023، وأخيرا إلى 34.6 مليون عام 2024 وهو أعلى عدد ركاب تم الإبلاغ عنه حتى الآن.

متوسط مدة الرحلة البحرية 7.1 أيام، وتختلف من منطقة لأخرى، حيث يسافر القادمون من أوروبا وأستراليا في رحلات بحرية أطول - بينما القادمون من آسيا والشرق الأوسط وشبه الجزيرة العربية يسافرون في رحلات أقصر.

من المتوقع أن يصل عدد سائحي الرحلات البحرية خلال العام الحالي 2025 إلى 37.7 مليون بنسبة نمو 9% عن العام السابق. كما أنه من المتوقع أن ينمو العدد خلال الأعوام القادمة بنسب تتراوح ما بين 3% - 5% ليصل العدد إلى حوالي 42 مليون عام 2028

أي أن التوقعات قوية جدا على المدى القصير، استنادا إلى تشغيل سفن جديدة عالية السعة في وجهات سياحية شهيرة، خلال عامي 2024 و2025. واعتبارا من 2026 ستتباطأ نسبة النمو قليلا نظرا لأن الاتجاه الحالي للإضافات إلى سعة الأسطول العالمي يظهر تناقصا في المستقبل القريب.

نمو قوي ومستمر لأسطول خطوط الرحلات البحرية العالمية

حجم أسطول الرحلات البحرية التابع لـ CLIA بناءً على عدد السفن يصل حاليا إلى 303 سفينة عابرة للمحيطات، وخلال العام الحالي 2025 متوقع بدء تشغيل 7 سفن أخرى ليصل العدد إلى 310 سفينة سياحية بسعة إجمالية 651 ألف سرير.

ومع الانتعاش القوي في مسافري الرحلات البحرية، وصلت الإيرادات العالمية المباشرة لصناعة الرحلات البحرية أيضا إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق في عام 2024، متجاوزة 40 مليار دولار أمريكي، ومن المتوقع أن ينمو هذا الرقم باطراد في السنوات التالية، ليتجاوز 50 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2028.

التأثير الاقتصادي العالمي الحالي للسياحة البحرية وصل إلى 168.6 مليار دولار أمريكي، وهذا الرقم أعلى بنسبة 9% عن عام 2019 قبل إغلاقات فيروس كورونا. في نفس الوقت تدعم صناعة الرحلات البحرية حوالي 1.6 مليون وظيفة حول العالم.

قطاع السياحة البحرية نعتبره قطاع شاذ في صناعة السفر العالمية؛ ففي حين أن سوق السفر عبر الإنترنت شكل أكثر من ثلثي إيرادات السفر والسياحة في جميع أنحاء العالم في عام 2024، إلا أن الحال في معاملات صناعة الرحلات البحرية العالمية حسب قنوات البيع مختلف تماما، حيث أن حوالي ثلاثة أرباع المبيعات تتم عبر وكالات السفر، والربع فقط عبر الإنترنت.

منطقة أمريكا الشمالية تتصدر المناطق في هذا النمط السياحي، حيث بلغ عدد السائحين على الرحلات البحرية من تلك المنطقة 20 مليون سائح، متجاوزة مناطق أوروبا الغربية وآسيا بفارق كبير. وبتحليل الأرقام، نجد أن أكثر من 90% من جميع ركاب الرحلات البحرية الذين أبحروا من منطقة أمريكا الشمالية في ذلك العام جاءوا من الولايات المتحدة، مما يجعلها الدولة صاحبة أعلى إيرادات من الرحلات البحرية في العالم. ونظرا لشعبية سياحة الرحلات البحرية في الولايات المتحدة وسهولة وصولها إلى العديد من الموانئ القريبة في البحر الكاريبي الاستوائي، فليس من المستغرب أن تحتل منطقة البحر الكاريبي وجزر البهاما وبرمودا المرتبة الأولى كأكثر وجهات الرحلات البحرية زيارة في العالم في عام 2024، مع ما يقل قليلاً عن 15 مليون مسافر.

تهيمن مجموعة من الشركات الأمريكية على سوق الرحلات البحرية العالمية اليوم والتي أشهرها: Carnival Cruise Line، و Royal Caribbean Cruises ، و Norwegian Cruise Line.

وعلى الرغم من أن شركة Royal Caribbean Cruises توقم عمليا بتشغيل معظم أكبر سفن الرحلات البحرية في العالم، إلا أن منافسها الرئيسي شركة Carnival Cruise Line لا تزال شركة الرحلات البحرية الرائدة عالميا من حيث الإيرادات، ففي عام 2024 بلغت إيرادات الشركة حوالي 25 مليار دولار أمريكي.

تشكل سفن الرحلات البحرية 1% فقط من الأسطول التجاري العالمي، والذي يتشكل من:

• نسبة 25% سفن بضائع عامة General Cargo Ships

• نسبة 23% ناقلات بضائع سائبة Bulk Carriers

• نسبة 20% عبارات وسفن نقل البضائع المنقولةFerry / Ro-Ro Passenger Ships

• نسبة 13% ناقلات النفط والغاز الطبيعي المسال Oil and LNG Tankers

• نسبة 10% سفن الحاويات Container Ships

• نسبة 8% ناقلات الكيماويات Chemical Tankers

• نسبة 1% سفن سياحية Cruise Ships

أرقام عام 2024 توضح ما يلي؛

نسبة ركاب الرحلات البحرية موزعة على مناطق العالم:

• العدد الإجمالي لسائحي الرحلات البحرية 34.64 مليون.

• منطقة أمريكا الشمالية 20.53 مليون.

• منطقة أوروبا 8.44 مليون.

• منطقة آسيا وأوقيانوسيا 4.03 مليون.

• منطقة أمريكا الجنوبية 1.17 مليون.

وأفضل وجهات سياحية على مستوى مناطق الإبحار الإقليمية:

• منطقة البحر الكاريبي وجزر البهاما وبرمودا Caribbean-Bahamas-Bermuda عدد 14.98 مليون.

• منطقة البحر الأبيض المتوسط Mediterranean عدد 5.77 مليون.

• منطقة أوروبا بدون البحر الأبيض المتوسط Non-Med Europe عدد 3.04 مليون.

• منطقة آسيا والصين Asia + China عدد 2.6 مليون.

• منطقة ألاسكا Alaska عدد 1.71 مليون.

• منطقة الساحل الغربي لأمريكا الشمالية - المكسيك - كاليفورنيا ساحل المحيط الهادئ NA West Coast-Mexico-Calefornia-Pacific coast عدد 1.33 مليون.

• منطقة أستراليا ونيوزيلندا والمحيط الهادئ Australia-New Zealand-Pacific عدد 1.33 مليون.

• منطقة أفريقيا والشرق الأوسط Africa/Middle East عدد 517.9 ألف.

• مناطق الاستكشاف (أنتاركتيكا/القطب الشمالي/جزر جالاباجوس/جرينلاند/أيسلندا/رأس الرجاء الصالح) Exploration (Antarctic/Arctic/Galapagos/ Greenland/Iceland/North Cape) عدد 387.5 ألف.

على أي حال، مع نمو نمط السياحة البحرية المطرد والمستمر على مدار الخمسين عاما الماضية، أثبتت صناعة الرحلات البحرية أنها أكثر مرونة من القطاعات الأخرى خلال فترات الركود.

كما تعد الرحلات البحرية من أكثر طرق السفر أمانا، وهي في طريقها لأن تصبح من أكثر الطرق مسؤولية وأفضلها لاستكشاف العالم، حيث تعمل شركات الرحلات البحرية على تطوير أجندة استدامة طموحة. كما أن القدرة على زيارة وجهات متعددة + القيمة مقابل المال هي الأسباب الرئيسية التي تجعل المسافرين يحبون الرحلات البحرية وجعل هذا النمط الفاخر جاذبا لأعداد متزايدة من السائحين.

صناعة الرحلات البحرية تشهد نموا أعلى من أي قطاع سفر آخر. كما أن هناك نمو قوي ومستمر لأسطول خطوط الرحلات البحرية العالمية. الطلب على الرحلات البحرية قوي، ونية القيام بعمل رحلة بحرية في نمو مطرد، حيث 12% من مسافري الرحلات البحرية يسافرون مرتين في السنة، و 10% من مسافري الرحلات البحرية يقومون بثلاث إلى خمس رحلات بحرية سنويا، و 82% من الذين قاموا برحلة بحرية سوف يقومون برحلة بحرية مرة أخرى، و 68% من المسافرين الدوليين يفكرون في القيام برحلتهم البحرية الأولى.