6 أغسطس 2025 12:53 11 صفر 1447
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
مقالات

زيادة غامضة في دوران الأرض ستجعل اليوم واحدا من أقصر الأيام على الإطلاق

الدكتور سعيد البطوطي
الدكتور سعيد البطوطي

تحول غريب في دوران الأرض، حيث اليوم الثلاثاء 5 أغسطس 2025 سيكون اليوم الشمسي للأرض أقصر بقليل من المعتاد (24 ساعة/86400 ثانية) بفارق 1.25 ملي ثانية فقط، وغالبا لن يكون هذا ملحوظا للعامة، ولكنه بالنسبة للعلماء اتجاه محير جدا للعلماء، حيث أنه بعد عقود من التباطؤ، بدأ دوران كوكبنا يتسارع في السنوات الأخيرة، ولم يجد مراقبو الوقت تفسير قاطع لذلك.

ولفهم ما يحدث، ينبغي أن نعرف أن فترة دوران الأرض الحقيقية - وهي دورة كاملة 360 درجة بالنسبة للنجوم الخلفية - تستغرق 23 ساعة و56 دقيقة و4.1 ثانية. هذا يوم نجمي - وهو ما يفسر لماذا تبدو النجوم والكواكب وكأنها تشرق في الشرق أبكر بحوالي أربع دقائق كل يوم، ولماذا تتغير سماء الليل مع مرور الفصول. ففي النهاية، تدور الأرض في مدارها حول الشمس أثناء دورانها.

لكن اليوم الذي نعيشه، والذي يتكون من 24 ساعة، هو يوم شمسي، لا يقاس بالنجوم، بل بواحدة فقط، وهي الشمس. وبالتالي، يقاس اليوم من الظهر إلى الظهر، أي ما يعادل 24 ساعة أو 86400 ثانية.

هناك ثلاثة تواريخ في عام 2025 توقع فيها العلماء أن يكون اليوم الشمسي للأرض أقصر من 86400 ثانية وهي: يوم 9 يوليو (1.33 ميلي ثانية)، ويوم 22 يوليو (1.36 ميلي ثانية)، واليوم 5 أغسطس (1.25 ميللي ثانية).

ومنذ بدء تسجيل البيانات الرسمية عام 1973، يزداد اليوم الشمسي للأرض باستمرار، ويعود ذلك في الغالب إلى القمر. فبينما يدور القمر حول الأرض، يولد احتكاكا يؤدي إلى انحراف مساره المداري بعيدا عن الأرض. وفي هذه الحالة تنتقل طاقة دوران الأرض إلى القمر، مما يبطئ دورانها، وبالتالي تطول الأيام.

وبالمثل، فإن الموقع الدقيق للقمر هو ما يساعد العلماء على تحديد أيام 9 يوليو و22 يوليو و5 أغسطس كأيام دقيقة تشهد فيها الأرض يوم شمسي أسرع. في هذه التواريخ الثلاثة، يمكن أن تؤثر الاختلافات في موقع القمر بالنسبة لخط استواء الأرض - وخاصة ميله - على قوى المد والجزر التي تؤثر بشكل طفيف على معدل دوران الأرض.

إذا تسبب القمر في تقلبات قصيرة المدى في سرعة دوران الأرض، فإن الأسباب الكامنة وراء زيادة سرعة دورانه في السنوات الأخيرة أقل فهما. على الرغم من أنه قد تم اقتراح أن الاحتباس الحراري قد يكون له تأثير، إلا أن السبب الجذري للتسارع هو على الأرجح تباطؤ دوران نواة الأرض السائلة، مما يتسبب في دوران بقية الكوكب بشكل أسرع.

لن يلاحظ البشر التغيرات في دوران الأرض اليوم، ولكن إذا استمر الوضع حتى عام 2029، فقد تتم إضافة ما يسمى بالثانية الكبيسة السلبية - لأول مرة على الإطلاق.

هناك تخوف من العلماء بأنه مع ازدياد سرعة دوران كوكب الأرض أن تبدأ القوة الطردية في دفع مياه المحيطات بعيدا عن القطبين نحو خط الاستواء، وقد تتسبب الزيادة الطفيفة بمقدار ميل واحد في الساعة فقط في أن ترفع منسوب سطح البحر عدة بوصات في المناطق الاستوائية، وهو ما يكفي لإغراق المدن الساحلية المنخفضة التي هي بالفعل على شفا الخطر. بالإضافة إلى ذلك، فالتسارع في سرعة دوران الأرض قد يتسبب مع الوقت في إرباك البيولوجيا البشرية – والذي قد يتسبب بدوره في ارتفاع معدلات النوبات القلبية والسكتات الدماغية وحوادث المرور، أما التغير الدائم فسيكون أكثر خطورة، وربنا يستر.

الدكتور سعيد البطوطي