الرياضة المصرية ونظرية الفوضي الخلاقة .


قدمت السيدة كوندليزا رايس مستشارة الأمن القومي السابقة للرئيس الامريكي الأسبق نظرية في علم ادارة الأمم المراد هدمها وهي نظرية " الفوضي الخلاقة " وهي نظرية تقوم علي احداث الفرقة في المجتمعات التي تتسم بخاصية التعددية العرقية أو الطائفية أو القبلية أو التي بها جماعات ذات صبغات اصولية دينية أو ميليشيات مسلحة – والتي من خلالها يمكن اختراق هذه المجتمعات واحداث الفتن والفرقة بين طوائفه وفصائله – وحيث أنه علميا ونظريا لم تقترن الفوضي أبدا في معناها بأنها خلاقة بل علي العكس فهي دائما ما ترتبط بالهدم للأمم والمجتمعات – حيث أن المفهوم الأساسي لمعني الفوضي هواحداث خلل في نظام ما يؤدي الي عدم أدائه لعمله المخطط له والفشل في تحقيق الهدف – وكما نقول أنه خلال الفوضي يختلط الحابل بالنابل فيمكن تحقيق الغرض المستهدف من الفوضي سواء اشعال فتن أو قتل و اغتيال أو سرقات أو اشعال حرائق أوتشكيك في أحكام القضاء ويمكن للمجرم أن يهرب و يختفي و لايستدل علي الفاعل خلال هذه الفوضي سواء كان فردا أو جماعة أو مجموعة من العملاء .
هذه المقدمة مرت امام عيني أثناء مشاهدتي لبعض البرامج الحوارية الرياضية علي الشبكات التليفزيونية والمناقشات والحوارات و الاشتباكات الاعلامية بين ادارات الأندية وبعضها وبين منتسبيها من لاعبين قدامي ومقدمي برامج واعلاميين الذين يسعدهم زيادة التعصب واحداث الفتنة واحتقان العلاقات بهدف المزيد من الشهرة والنجومية الشخصية أو الادعاء بالانتماء والولاء لنادي معين لغرض في أنفسهم هؤلاء لايهمهم رقي أو تطورفعلي للرياضة المصرية .
كما أن هناك تساؤل هوهل تقوم الاندية الرياضية بالتنسيق مع الاتحادات الرياضية المختلفة التي بدورها تنسق مع اللجنة الاوليمبية المصرية في دراسة واختيار الأساليب العلمية الحديثة التي تحقق تطور وتقدم الرياضة المصرية .ويكفينا ما نشعر به من ملل عند متابعة مباراة في كرة القدم ويحدث احتكاك بين لاعبين فيسقط اللاعب أرضا متدحرجا عدة أمتار ويصرخ و يتلوي وكأنه أصيب بطلقة مضادة للطائرات بغرض اما اضاعة الوقت اذا كان متقدما أو طلبا للحصول علي مخالفة ( فاول ) وفي الحالتين هو اسلوب متدني رياضيا وتضيع بهجة المنافسة الشريفة بهذا الاسلوب المخالف الغير أخلاقي والرخيص البعيد عن الروح الرياضية .
و رغم أن لدينا مئات المحللين الذين عندما نستمع لمناقشاتهم المطولة في البرامج نظن أننا سنعتلي عرش العالم كرويا – الجميع من لاعبين حاليين أو معتزلين أو محللين واتحادات وأندية ومقدمي برامج ومعلقين لا هم لهم سوي الاستمرار كل في موقعه ليحظي بما يعود عليه من مكاسب وشهرة وما تقوم به القنوات الرياضية المختلفة بتقديم العديد من هذه البرامج لجذب المزيد من المشاهدين والحصول علي نسب مشاهدة أعلي وبما يعود عليها من عوائد مادية كبيرة من الاعلانات .
وقد تفنن بعض المعلقين بقدح زناد فكرهم ليتحفونا اما بلزمات من أغاني أو أبيات من الشعر الجاهلي أوالتعليق بدون توقف -تقليدا لبعض المعلقين العرب- وأخريعلق علي المباراة باللغة الفصحي والبعض يعطينا نفحة أدبية من كتب شكسبير أو ديكنز وأخرون يتدخلون بالرأي في قرارات حكام المباريات يظهر منها انتمائاتهم الشخصية لأندية بعينها وأخر يقوم بامتداح لاعب معين ويطالب مدرب المنتخب أن يتابعه لانه لاعب واعد – هل هذه وظيفة اضافية للمعلق كوكيل لاعبين تحت غطاء معلق رياضي ؟ لقد أصابنا الملل والاكتئاب والحقيقة كثيرا ما نضطر لقفل صوت المعلق لنحظي بالمشاهدة في هدوء – وطبعا الشباب لهم كل العذر في تشجيعهم ومتابعتهم لمباريات الاندية الاوروبية لما يعانون من مستوي ضعيف في المباريات المحلية وزهدا في أن يطرأ أي تصحيح و تعديل أو تطوير .
السادة المسئولون – أغيثونا وأرحمونا من فئة المنتفعين - - و ماذا لو اعطينا نصف اهتمامنا بكرة القدم الي رياضات أخري مثل كرة اليد – السلاح – الخماسي الحديث – المصارعة – الملاكمة – الجمباز – السباحة – أعتقد أننا سنحقق نجاحات أكثرخاصة أن الألعاب الفردية عدد ميدالياتها الاوليمبية أكثر – وسيكون لاضافة الاسكواش ضمن الألعاب الاوليمبية عن قريب ما يحقق لنا المزيد من الميداليات الاوليمبية ان شاءالله .
ولنا في القيادة السياسية والقوات المسلحة القدوة والمثل في التخطيط والتنظيم الجيد لمستقبل أفضل لبلدنا ولشبابنا ومجتمعنا و ليس لمكاسب شخصية مادية أو معنوية
والله نسال التوفيق والسداد لما فيه صالح البلاد
=======================
د- محمد عبد المنعم صالح
استشاري صحة البيئة والميكروبيولوجيا الطبية
E.mail : [email protected]