ايران… ما بين شروط ترامب ومطرقة النووى.. !!!
بقلم الكاتب الصحفي الكبير سعيد محمد أحمد دنيا المالالعديد من التقارير الصحفية والاخبارية الصادره عن الصحف الغربية، تناولت موخرا ، حالة التوتر والقلق والشكوك وانعدام للثقة، والتى اتسمت بها العلاقات بين الولايات المتحدة وايران خاصةً على خلفية فوز ترامب الساحق بولاية جديدة فى الانتخابات الرئاسية الاميركية، والذى توعد فيها طهران خلال حملاته الانتخابية بضرب مفاعلها النووى .
وتسعى ادارة ترامب مع بدء توليه الرئاسة إلى كبح جماح قدرة طهران على تمويل وكلائها الاقليميين فى منطقة الشرق الاوسط، ومنعها من تطوير أسلحتها النووية، بل واجبارها على توقيع اتفاق نووى جديد، والضغط لتغيير سياستها الاقليمية للحد من تمددها، وبعدم التدخل فى الشأن الداخلي لدول الجوار.
حيث يتوقع العديد من المراقبين ان تكون السنوات الاربع المقبلة من حكم ترامب سنوات عجاف على ايران، عوضا عن أربع سنوات ماضية لم تفرض فيها حكومة بايدن الديمقراطية عمليا أية عقوبات
اقتصادية سواء على النفط أو على البنك المركزي الإيراني.
كما تتضمن خطط الرئيس ترامب السعى إلى تشديد العقوبات على ايران والمتعلقة بصادرات النفط , ووفقا لتقارير صحفية فإن فريق ترامب يعمل حاليا على صياغة أوامر تنفيذية ضد طهران لتنفيذها فى يومة الاول بالبيت الابيض، ولتصبح عودة ترامب الى البيت البيض بمثابة "شيك على بياض" مقدم لإسرائيل كى تمارس عربدتها فى المنطقة .
ويبقى السؤال : وهل ستقبل ايران بشروط ترامب وتهديداته ؟!!! .
حقيقة الأمر ان ايران ستواجه بعضا من الصعوبات فى علاقاتها مع الإدارة الامريكية الجديدة ومن خلال ما يطرح عليها من شروط تكاد تكون تعجيزية ، و سيناريوهات جرى طرحها وتطرح بشأن مستقبل ايران وقد تتجاوز ما لا يمكن ان يتصوره أحدًا من احتمالات عده معظمها قد يكون سيئًا وربما، أسوأ مع مخطط أكبر يستهدف تنفيذه عمليا تقويض لنهاية الجمهورية الايرانية الإسلامية من وجهة نظر الغرب، وبشكلها الحالى، بوصفها عاملا مهددا للأمن والاستقرار فى العالم من وجهة النظر الامريكية والغربية.
فيما ستواصل ادارة ترامب الضغط على ايران بالخروج من لبنان وأهمية وضرورة الالتزام بمبدأ السلام وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية لدول الجوار، وخاصة لبنان واعلان ترامب دعمه لإسرائيل فى إصرارها على طرد ايران من لبنان ووقف دعم ايران لكل الانشطة المسلحة باذرعها فى "بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء"،وبما سيعرضها لمخاطر اكبر اذا لم تستجيب لتلك المطالب، خاصة فى ظل استحداث نظام اقليمى جديد يقلص من تمدد ايران فى المنطقة.
ويبقى سيناريو تهدئة الغرب مع الصين وروسيا، اذا ما تمكن ترامب كما وعد به من تخفيف حدة التوتر بين الغرب وروسيا والصين، وهو امر وارد، وربما يشكل انعكاسا سلبيا واكثر صعوبة لايران خاصة ان ايران ستكون الصفقة المشتركة ما بين الصين وروسيا من اجل حماية المصالح الاقتصادية للدول العظمى فى العالم اذا جرى بالفعل تخفيف التوتر مع الصين وحل الازمة الاوكرانية فان الخاسر الوحيد فى تلك اللعبة الدولية طهران وسقوط نفوذها فى المنطقة.
وربما قد تتخلى طهران طواعية عن مفاعلها النووى وتبادر باغلاقه ،مع تخليها عن سياسة التدخل الاقليمى للخروج من المأزق الذى فرضته على نفسها بالتخلى عن حلمها النووى، واغلاقه والتوقف عن دعمها لاذرعها فى المنطقة، بما فى ذلك حزب الله وضرورة نزع سلاح الحزب وفقا لقرار مجلس الامن ١٧٠١، والذى تجاوزته إسرائيل بفرض حزام امنى ممتد بطول الجنوب اللبنانى وبعمق ٨ كم .