15 أكتوبر 2024 10:22 11 ربيع آخر 1446
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
مقالات

سعيد محمد أحمد يكتب ..هل تدق طبول الحرب الشاملة أبواب المنطقة ؟!!!

سعيد محمد أحمد
سعيد محمد أحمد

برغم كل المساعى الدولية والعربية والإقليمية والجولات المكوكية التى يقوم العديد من كبار مسؤولي الادارة الامريكية والنداءات الغربية التى تحذر من خطورة الاوضاع فى المنطقة، لم تنجح حتى الآن كل تلك المساعى والجهود فى وقف اتساع رقعة الصراع والحرب فى المنطقة، بسبب اصرار نتنياهو وحكومته المتطرفة استكمال استعداداتها لشن حرب برية على لبنان وحزب الله، ويراها البعض قريبة وربما اسرع مما يتوقع العالم .

ولعل ما تعرض له حزب الله وعناصرة امس فى الضاحية الجنوبية وفى لبنان وسوريا من ضربة استباقية غير مسبوقة فاجأت الجميع غربا وشرقا، وأصابت ما يزيد على أربعة الاف من عناصر حزب الله عبر تفجير اجهزة الاتصالات الخاصة بهم " بيجر" فى العديد من المناطق اللبنانية باصابات متفرقة من بينهم ٤٠٠ إصاباتهم بالغة علاوة على مايزيد عن ١٠ ضحايا ،مما احدث حالة شديدة من الرعب والارتباك و الخلل الذى اصاب انقطاع الاتصالات بين حزب الله وعناصره وقاداتهم فى عملية تشكل اختراقا أمنيا واستخباراتيا لحزب الله، ورسالة مؤلمة ومباشرة من إسرائيل الى قاده حزب الله بقدرتها على الوصول الى اهدافها وبدقة بالغة وفى الزمان والمكان الذى تريدة .

تلك العملية الاسرائيلية التى وصفت بأنها هجوم "سيبراني" استهدف اجهزة الاتصال الخاصة بعناصر وقادة حزب الله وربما ساهمت فى خروج ما يزيد عن اربعة الاف من عناصر حزب الله من الخدمة وبشكل مؤقت وربما لفترات زمنية غير محددة، علاوة على اثارها السلبية والنفسية على حزب الله، وبما يفرض عليه ضرورة ان يكون هناك ردا من جانبه لحفظ ماء الوجه أمام الراى العام الداخلى لحزب الله.

ما جرى بالأمس، إنه مهما حاول البعض تفادى قدوم حرب شاملة فى المنطقة ، يؤكد أنها قادمة لامحال ولا مفر منها ، خاصة ان الظرف الدولى والاقليمي يساعد نتنياهو المتطرف فى التصرف كما يشاء لانشغال العالم بمجريات الانتخابات الرئاسية الامريكية وعدم قدرة الادارة الحالية" بايدن " وربما ضعفها فى ممارسة اية ضغوط على نتنياهو لتفادى اتساع حرب شاملة فى المنطقة .

وعلى الرغم من ‏ ان إسرائيل دقت طبول الحرب، وتسعى وبقوة لخلع باب حزب الله من لبنان وربما تدمير قدراتة العسكرية كما فعل مع حماس ، كما يتوهم نتنياهو، فعليه ان يدرك إذا أندلعت شرارة الحرب البريه بين لبنان وإسرائيل فإن الوضع لن يكون مثل غزة تمامًا ، ولا يدرى أحدا حجم ما يملكه حزب الله من قدرات عسكرية جبارة كما اعلن حسن نصرالله ، وربما قد تكون النتائج مدمرة ليس على لبنان فقط، بل قد تطال الداخل الاسرائيلي حتما ويصيبها قدرا كبيرا من الدمار ، قد يفقد الداخل الاسرائيلى القدرة على البقاء لتعرض أمن إسرائيل للخطر ، دون ان يدرى أحدًا حقيقة نهاية سيناريو الحرب على لبنان والمنطقة.

ويبقى موقف ايران المجهول والمتردد وربما الخجول من اندلاع تلك الحرب على "حزب الله " وربما تدمير لبنان فى ذلك الوضع المعقد، وهل ستخاطر طهران بحلم عمرها فى ملفها "النووى " الذى أوشك على الاقتراب، خاصة مع اعلان الرئيس الايرانى عن رغبة بلاده فى تصفير مشاكلها مع امريكا ، لتعيد ترتيب اوراقها لمعرفة حجم وطبيعة اتساع الصراع والحرب فى المنطقة وفق مفهوم حسن نصرالله "توحيد الساحات " ؛ وما تحمله من مفاجآت سواء من جانب الحوثيين فى اليمن والحشد الشعبى فى العراق وحزب الله فى سوريا،فى مواجهه إسرائيل وأمريكا وبريطانيا وألمانيا..وكافة المنظمات الدولية والاممية..الخ.

ومع اتساع دائرة الصراع والحرب، والتى قد تشمل أطرافا غير معلومة، الا ان حدود الحرب ربما ستكون مفتوحة وستبقى حرب الشمال ..الخيار الاقرب والاسرع ،خاصة وأن المشهد الراهن على المسرح الدولى والاقليمي لا ينبىء ببصيص أمل فى انفراجه إن القادم أفضل.

وحقيقة الامر أن الواقع يؤكد استمرار الحرب فى العديد من مناطق النزاع فى العالم، وبما يؤشر الى التحضير لحرب عالمية ثالثة قد بدأت فصولها ومقدماتها الاولى مشتعله بوصفها مصنفه بحرب اقتصادية عالمية مدمرة، تعتمد فى استرتيجياتها على استخدام الصواريخ البعيدة والقصيرة المدى بهدف تدمير مدن ودول مفككة والاستيلاء على مقدرات الشعوب والدول المغلوبة على أمرها.

سعيد محمد أحمد  لبنان وسوريا الدولية العربية الإقليمية إيران