27 يوليو 2024 13:41 20 محرّم 1446
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
مقالات

عبد الله حشيش يكتب : مخاطرهدم الجيش السوداني.

عبدالله حشيش
عبدالله حشيش

يخوض الجيش السوداني حرب استنزاف محفوفة المخاطر على خريطة السودان السياسية والجغرافية، وان إطالة امد هذه الحرب سيقود حتما الي السيناريو الأسوأ ، وهو تمزيق خريطة السودان الجغرافية بعد أن تم تمزيق الخريطة السياسة بسبب الاستقطاب الحاد الذي يسيطر على المشهد السوداني منذ انطلاق التمرد على الجيش السوداني من قبل مليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو"حميدتي.
تنطلق مخاطر هدم الجيش السوداني من تلاقي رغبة المكون المدني الداعي إلى إعادة هيكلة الجيش السوداني، مع مخطط قوات الدعم السريع التي تسعي الي ان تكون بديلا للجيش السوداني، مما يرجح تطبيق نموذج ماحدث للجيش العراقي عقب الاحتلال الأمريكي وقرار المكون الشيعي في العراق بتنفيذ مخطط الحاكم الأمريكي بول برايمر بتسريح الجيش الوطني العراقي تحب دعاوي القضاء على الوجود البعثي في الجيش العراقي وافساح المجال لقوات المليشيات الشيعية، وسقطت الدولة العراقية في براثن المليشيات.. نفس المخطط يتم تجهيزه للسودان تحت دعاوي تطهير الجيش السوداني من الكيزان وهو المصطلح الذي قاله الدكتور حسن الترابي عن سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على الجيش خلال حكم الرئيس عمر البشير عقب انقلاب الإنقاذ عام ١٩٨٩ ودخول السودان حقبة حكم الإسلاميين التي استمرت على مدار ثلاثة عقود.
تشير السوابق التاريخية خلال العشرية الأخيرة في المنطقة العربية الي ان استمرار وتماسك الجيوش الوطنية هو الضمان الوحيدةلاستمرار تماسك الأوطان. وبقاء الدول،وان ما حدث في العراق والصومال واليمن وليبيا، يؤكد هذه الحقيقة لكل صاحب ضمير وطني حر.
دخول السودان حرب استنزاف طويلة الأمد، مرحج ان ياتي بنتائج كارثية، ويفتح الباب لتنفيذ كل المخططات الخارجية لتقسيم السودان، وسوف يحقق هدم الجيش السوداني، أهداف اطراف اقليمية ودولية ذات اطماع حقيقية في أرض السودان وثروات السودان، وان اطماع إثيوبيا في اراضي الفقشة بشرق السودان ظاهرة للعيان، وان إثيوبيا مثلا، تنتظر الفرصة لإعادة احتلال الأراضي السودانية متى تم هدم واسقاط الجيش السوداني، و سبق للجيش السوداني تحرير ارضى سودانية من الاحتلال الإثيوبي عقب سقوط حكم البشير.
والاطماع الخارجية في ثروات السودان، لا تتوقف عند اطماع دول الجوار خاصة إثيوبيا، ولكن تتخطاها الي أطراف دولية تسعي الي نهب ثروات السودان من الذهب واليورانيوم، ولا تتوقف عند هذا الحد، وإنما هناك اطماع في سواحل السودان من قبل اطراف دولية لاقامة قواعد عسكرية على سواحل البحر الأحمر في ظل الأهمية الاستراتيجية التي يحتلها البحر الأحمر لدي الاطراف الدولية المتصارعة، نظرا لأهمية البحر الأحمر في التجارة الدولية وحرب السيطرة والنفوذ بين الدول الكبري خاصة بين الولايات المتحدة والصين وروسيا.... هل يفيق أبناء السودان ويتم التعاطي بوطنية وبعيدا عن المكايدات السياسية التي تحكم الي حد كبير ، العلاقات بين الفقراء السودانيين

عبد الله حشيش

السودان الجيش السوداني