27 يوليو 2024 18:22 20 محرّم 1446
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
مقالات

عبدالله حشيش يكتب : جهود الأزهر لاستعادة الوجود المصري في أفريقيا

الكاتب الصحفي عبدالله حشيش
الكاتب الصحفي عبدالله حشيش

يواصل الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف تحركاته لاستعادة الوجود المصري في القارة الأفريقية بعد سنوات التراجع المصري الفاعل في الساحة الأفريقية.


تنطلق تحركات الأزهر الشريف للعودة إلى الساحة الأفريقية عبر تفعيل وتنشيط المنح الدراسية للطلبة الأفارقة في جامعة الأزهر وفي شتى كلياتها النظرية والعملية.

بعد لقاءات شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب مع مسؤولين فارقة، التقاهم فضيلة الإمام الأكبر خلال الفترة الماضية، وجرى التوافق على تكثيف إرسال بعثات أزهرية لعدة دول أفريقية .

حيث تجري الأن دراسة افتتاح معاهد أزهرية في عدة بلدان أفريقية كخطوة لاستعادة دور الأزهر في القارة الأفريقية ودعم الدول الإسلامية في أفريقيا لمواجهة الجماعات المتطرفة التي تنشر أفكارها التي تتنافي وقيم صحيح الإسلام التي يتبناها الأزهر الشريف .

حيث يتم تأهيل الدارسين في الأزهر على قيم وسطية الأزهر واعتداله ودوره في مواجهة التطرف والإرهاب الذي ينسب إلي الإسلام زورًا وبهتانًا.

وجاء لقاء شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب مع سفير جنوب إفريقيا خلال الأسبوع الجاري وجري مناقشة موافقة الأزهر الشريف على تقديم منح دراسيَّة لا محدودة لأبناء جنوب إفريقيا للدراسة في الأزهر تقديرًا لموقف دولة جنوب أفريقيا التَّاريخي في دعم القضيَّة الفلسطينية أمام محكمة العدل الدولية، وقال فضيلة الإمام الأكبر، إنَّ الموقف التاريخي لجنوب إفريقيا تجاه العدوان الصهيوني على قطاع غزة، لا يصدر إلا عن شعبٍ عظيمٍ، رباه قائد وبطل عظيم، مضيفًا فضيلته أنا سعيد أن يأتي هذا الصوت المتفرد من إفريقيا، وبخاصة من جنوب إفريقيا التي وقفت في وجه الظلم والاستعمار وقاومته وانتصرت عليه، وقد عايشنا فترة نيلسون مانديلا، وعايشنا التحديات التي واجهها، واتخذناه رمزًا للصمود، وكان بطلًا في كل مواقفه، فقد عاش حياةً مليئةً بالبطولات، فكان بطلًا حينما رفض الاستعمار، وكان بطلًا حينما رفض الفصل العنصري، وكان بطلًا حينما صمد في السجن لفترة طويلة، وكان أكثر بطولة حينما رسَّخ في أبناء جنوب إفريقيا قيم نصرة المظلوم والوقوف في وجه الظلمة والطغاة .

وأكَّد شيخ الأزهر، خلال استقباله السيد جوزيف ماشمباي، سفير جمهوريَّة جنوب إفريقيا لدى القاهرة، أنَّ ما صنعته جنوب إفريقيا هو أكثر الأسلحة إيلامًا للكيان الصهيوني، وهو الباعث لهذه الحركة العالمية التي خرجت في شوارع أوروبا وأمريكا وجامعاتها، مشيرًا إلى أن تحرك جنوب إفريقيا تجاه العدوان على غزة أفقد الكيان الصهيوني جزءًا كبيرًا من ألاعيبه التي يحتمي حولها بدعوى معاداة السامية، وخدعت شعوبًا كاملةً طيلة عقود؛ ولكنَّ جنوب إفريقيا فضحت هذه الأكاذيب والأباطيل وأظهرت الصورة الحقيقيَّة والسيئة لهذا الكيان.

وبعث شيخ الأزهر برسالةٍ إلى أبناء جنوب إفريقيا: "أنتم مَن أيقظتم ضمير العالم الحر، وصححتم الطريق الخاطئ الذي كان العالم يسير فيه، وأصبحتم مع الفلسطينيين رمزًا للحرية والمساواة والتصدي للهجوم على الأوطان والأرض والإنسان، ونحن في الأزهر نُقدِّر موقفكم التاريخي دعمًا للقضية الفلسطينيَّة، ونعلم أنكم ستتعرَّضون لمضايقات وتحديات كبيرة، وستدفعون ثمنًا باهظًا، ونحن على استعداد لتقديم منح دراسية -لا محدودة- لأبناء جنوب إفريقيا للدراسة في الأزهر، تقديرًا لهذا الموقف التاريخي المتفرد.

من جانبه، أعرب سفير جنوب إفريقيا عن سعادته بلقاء شيخ الأزهر، وتقدير بلاده لدعم الأزهر لموقف جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، مُصرِّحًا "نعلم أن تحقيق السلام لن يكون سهلًا، وبلادنا جاهزة للمضي في

الأزهر الشريف شيخ الأزهر أفريقيا دور الأزهر في أفريقيا الوجود المصري في أفريقيا التطرف الإسلام الوسطي