11 مايو 2025 03:58 13 ذو القعدة 1446
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
مقالات

«سر الشخصية المصرية »بقلم .. أيمن العيسوي

دنيا المال

تظل الشخصية المصرية موضوعا للبحث والجدل لدى الخبراء والباحثين في العلوم الاجتماعية فرغم ما قد تبدو عليه من تناقضات وفي بعض الأحيان ملامح السطحية إلا ان أحدا لا يشكك مطلقا في الصفة الوطنية لهذه الشخصية المحيرة.
ولو تابعنا الاعمال الفنية والأدبية وربما الحياة العملية في مصر فسوف نلاحظ انه في خضم إبراز ملامح الفهلوة والاستهتار لدى بعض فئات الشعب المصري إلا أنه عندما يبدأ الحديث عن الوطن ومصيره سنجد تحولا جذريا في هذه الشخصية لتصبح جادة وعلى اتم استعداد للتضحية بالنفس والنفيس من اجل الوطن.
والمعروف عن المصري انه ابن نكتة وانه يصدر النكات حتى على نفسه والمحيطين به ولكن راقب نفس المواطن عندما يرى شخص أجنبي غير مصري يحاول السخرية أو إصدار النكتة عن مصر او المصريين فسوف يكون رده فعله شديد للغاية ولن يتقبل بأي حال من الأحوال السخرية من أي شيء يتعلق بالوطن.
أستطيع ان أقول إن الوطنية هي سمة أصيلة في المصري يكتسبها منذ الرضاعة وربما قبل ذلك ويتوارثها من جيل على جيل بحيث يصبح من السهل مهما أثقلت الظروف عليه إعادة إحيائها بل وتفجيرها في كيانه بمجرد ذكر أسم الوطن او التفكير في تعرضه لأي خطر او تهديد.
واعتقد أن أسم مصر يمثل بالنسبة لأي مصري مكون اصيل في أسمه ولا ابالغ في القول بان مصر هي المرادف لأسم " أم " لدى كل مصري فإذا هناك من يتحمل السخرية من امه فالمصري عكس ذلك لا يتقبل ولا يتصور لا السخرية من امه ولا السخرية من وطنه.
هذه السمة الأصيلة في المصريين كانت الملهم للكثير من الكتاب والادباء والفنانين الذي حاولوا فهم الشخصية المصرية والتعبير عنها من خلال أعمالهم وجميعهم خلصوا لنتيجة واحدة وهي أنه بالنسبة لكافة فئات المصريين وبغض النظر عن الانتماء الديني او العرقي او السياسي أو المستوى الثقافي والاقتصادي يظل الانتماء الوطني بل والفخار بالوطن هو صلب تكوين ونشأة كل مصري، والأكثر من ذلك هو ان الوافد على مصري ويقيم بها فترة طويلة نسبية يكتسب ذات الصفة مع الوقت ويذوب دون ان يدري في بوتقة الثقافة والوعي المصري.