24 أبريل 2024 10:06 15 شوال 1445
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
مقالات

د. أشرف الشرقاوي يكتب : إسرائيليات معاصرة

أستاذ دكتور أشرف الشرقاوي
أستاذ دكتور أشرف الشرقاوي

انتشر مؤخرا على الفيسبوك بوست يدعي مؤلفه ان عالما جليلا سأله الناس عن أمية الرسول صلى الله عليه وسلم فأقسم انه ليس امي وانه يقرأ ويكتب باكثر من بضع وعشرين لغة وفي رواية اخرى بضع وسبعين لغة وانهم في المدارس يعلمون الاطفال هذا وهذا خطأ. ويدعي ان وصفه بالامي هو نسبة الى ام القرى مكة. وتناقل كثيرون هذا البوستً هذا البوست من الاسرائيليات التي تنتشر بشدة على الفيسبوك. وكل الكلام الوارد في البوست غير حقيقي ومن يروجه هو اصدقاؤنا اليهود في محاولة للتقليل من اعجاز القرآن.

أولا من العالم الجليل الذي قال هذا الكلام؟ لا احد يعلم. ولو كان عالما جليلا بحق لقالوا فلان ولتصدى لشرح رأيه والدفاع عنه. فالتجهيل هدفه الا يتوجه احد بالسؤال لشخص او للعالم المذكور فيقول ان هذا افتراء. وفي نفس الوقت ييتسبب ذكر ان هذا كلام عالم جليل في ان يتناقله الذين لا يعرفون دينهم ظنا منهم انهم بهذا يرفعون قدر الرسول صلى الله عليه وسلم.

ثانيا كان الله سبحانه يعلم انهم سيتقولون هذا فقال في كتابه العزيز:"وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك اذن لارتاب المبطلون". اي انك يا محمد لم تكن تستطيع ان تقرأ او تكتب قبل ذلك والا لارتابوا وقالوا هو الذي الف هذا الكتاب.

ثالثا المعجزة الرئيسية للرسول هو انه نزل عليه هذا الكتاب البليغ الذي يحكي احداثا سابقة ويتحدث عن اشياء لم يعلمها اهل عصره وهو امي.

رابعالم تنسب كلمة امي الى ام حتى لو كانت ام القرى ابدا في اللغة العربية وعند النسب الى ام القرى كانوا يقولون مكي ولذلك لدينا سور مكية نزلت في مكة واخرى مدنية نزلت في المدينة

وخامساكلمة اميين هنا في هذا السياق ليس لها علاقة بالقراءة والكتابة فقدكان العرب اهل شعر وفصاحة ولكن معناها الذين لم ينزل عليهم قبل ذلك كتاب من السماء. وبنفس المفهوم يتحدث القران عن بني اسرائيل ويقول انهم قالوا "ليس علينا في الاميين سبيل" اي اننا لن نحاسب عما نفعله في الامم التي لم ينزل عليها الكتاب. ومن هنا استحلوا اموال واعراض وارواح واراضي وممتلكات ابناء الامم الاخرى.

واخيرا لاحظت ان صورة الاخ المفترض انه صاحب البوست توحي بأنه احد المشايخ او ربما احد شديدي التدين. وبحثت في البروفايل الخاص به وادركت

على الفور انه شخصية وهمية فلا توجد اي معلومات تدلك على مكانه لا بيت ولا عمل ولا زواج ولا ابناء وهو في علاقة مفتوحة تتعارض مع مباديء الاسلام.

وبالتالي قمت بمشاركة البوست والرد عليه. وفي اليوم التالي حذف البوست واختفى البروفايل الخاص به بصورته ذات اللحية من على الانترنت وفي الغالب سيتخذ شكلا اخر يحاول نشر فكرته من خلاله. هذه النوعية من البوستات لا تهدف لتكريم الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنها تهدف للتشكيك في اميته وتكون المرحلة التالية هي التشكيك في اعجاز القرآن. وبالتالي يصبح لدينا مجموعة معروفة يقودها باحث يدعي انه اسلامي واخر بحمالة يدعي انه صحفي تشكك في السنة ومجموعة تشكك في القرآن ونصبح مثل السابقين ليس لدينا شيئا مقدسا نؤمن به ايمانا كاملا فيسهل تحويل ابنائنا عن دينهم الى دين آخر.

رجاء لمن ينقل بوست له علاقة بالدين. نقلك للبوست لا يدل على تدينك وليس دفاعا عن الدين بأي صورةفنقلك عن عدم معرفة يسيء للدين. واذا كنت مصرا على النقل فانقل عن شخص تعرفه مباشرة وتثق به.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم :أستاذ دكتور أشرف الشرقاوي

رئيس قسم اللغات الشرقية وآدابها بكلية الآداب جامعة المنصورة سابقاً .

أستاذ دكتور أشرف الشرقاوي رئيس قسم اللغات الشرقية وآدابها بكلية الآداب جامعة المنصورة .