29 مارس 2024 08:24 19 رمضان 1445
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
حارة اليهود

المخابرات الإسرائيلية تراقب مقابر العرب بالأقمار الصناعية لمعرفة عدد وفيات فيروس كورونا .

دنيا المال

 

  • المخابرات الإسرائيلية تراقب مقابر العرب بالأقمار الصناعية لمعرفة عدد وفيات فيروس كورونا .
  • لابد من استحداث دراسات توضح أسباب مقاومة العرق العربي لفيروس " كورونا" .
  • على  الدراسات الوبائية المستقبلية اكتشاف سر الوراثة العرقية للعرب التي تجعلهم أقل عرضة لكورونا.
  • مندهشين من عدم تفشي المرض بالدول العربية بشكل وبائي رغم ضعف الامكانيات وخاصة في الملاجئ والمخيمات.
  • إصابة رجال الحكومة الإيرانية بكرونة نتيجة لقاءات بين طلاب شيعة صينيين ومشايخهم في طهران .

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • إيهاب حسن عبد الجواد
  • باحث في الشئون السياسية والإسرائيلية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

بث كاتب صهيوني معادي للعروبة ولمصر تحديداً سمومه في تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية،هذا الأسبوع . دل على نقص شديد لديه في المعلومات ، وعلى غطرسة إسرائيلية تذكرنا بغطرسة ماقبل حرب أكتوبر عام 1973 بل والأهم عدم رغبته وعدم قدرته على إستيعاب أن خطة الاصلاح التي تنفذها القيادة السياسية المصرية هي خطة حقيقة حققت نجاحات واضحة و أن هناك عزماً أكيداً على استكمالها لتصبح مصر خلال عدة سنوات دولة متقدمة ذات شأن رفيع في المنطقة العربية أو ما يصر العالم الغربي على تسميته بمنطقة (الشرق الأوسط) .. ودل أيضا على أن هناك قلق كبير في إسرائيل ومحاولات تبذل للتشكيك فيما تحققه مصر من إنجازات على أرض الواقع ظهرت جلية الأن في إدارة ملف ( فيروس كورونا ) بتوفيق من الله ثم جدية الحكومة في المواجهة التي استنفرت لها كافة مؤسساتها وعلى رأسها درة تاج المؤسسات ( القوات المسلحة ) المشارك الأكبر في خط الدفع ضد فيروس كورونا مع أطباء مصر الأبطال . .  في تقرير للكاتب الإسرائيلي " رون بن يشاي " تحت عنوان (لقد هزت كورونا الشرق الأوسط ، ويمكنها أيضًا أن تخلق فرصًا لإسرائيل ) تعمدت الصحيفة إبراز صور لمناطق الزحام بالقاهرة  ( العتبة وأسواق وسط البلد وسيارات الإسعاف المصرية ووسائل التعقيم ) .. و رغم أن التقرير  تحدث عن إنتشار المرض بشكل مكثف في دول غير عربية مثل ( إيران وتركيا ) لكنه شكك في قدرات الدول العربية في مواجهة المرض وتوقع سقوطها وإنهيار منظومتها الصحية وعلى رأسها مصر.. واتهم الدول العربية كذباً بالتعتيم على المعلومات الحقيقية المتعلقة بفيروس كورونا . متناسيا الحالة المتردية لإسرائيل والتي يتنتشر فيها المرض إنتشارالنار في الهشيم بعد تفضيل حكومتها الاقتصاد على حياة مواطنيها بعكس مصر التي قدمت حياة المواطن المصري على الخسائر الاقتصادية بحكمة واقتدار .. تحدث الكاتب الإسرائيلي عن فرص إسرائيل المتاحة للفوز بالشرق الأوسط بعد التعافي من وباء كورونا .. وقال : التقى وباء كورونا بالشرق الأوسط وسكانه ، وخاصة غير المستعدين والضعفاء منهم ، فالاضطرابات في العالم العربي ، والحروب الأهلية في سوريا والعراق وليبيا واليمن ، والنضال الإسلامي الشيعي والسني ، والنضال الإيراني العنيف من أجل الهيمنة الإقليمية ، وظهور داعش تركت معظم دول المنطقة عاجزة في مواجهة الوباء. بصرف النظر عن منتجي النفط العرب ، الذين يقعون على ساحل الخليج الفارسي " الخليج العربي"  ولديهم احتياطيات ضخمة من "البترودولار"  وعدد قليل من السكان المنتشرين عبر المناطق الصحراوية الضخمة ، فمعظم دول المنطقة محدودة الإمكانيات الطبية والتي تحتاجها  للتعامل مع فيروس كورونا في حالة تفشيه  .  ومع ذلك ، من المثير للدهشة أن الوباء  ضرب بشدة فقط في ( إيران وتركيا). وزعم الكاتب الإسرائيلي كذباً أنه لا توجد في الواقع بيانات موثوق بها حول معدلات الاصابة والوفيات في دول الشرق الأوسط. بل لا توجد حتى تقديرات موثوق بها ،  والسبب الرئيسي لذلك ـ على حد زعمه ـ هو رغبة معظم القادة والأنظمة بالمنطقة في إخفاء البيانات الحقيقية عن مواطنيهم خوفًا على  استقرار أنظمتهم وبقائهم في السلطة.

 فمن( طهران إلى أنقرة و من القاهرة إلى ليبيا ) تحتفظ الحكومة بالسلطة من اليوم الذي خرجت فيه الجماهير إلى الشوارع ) . وشكك التقرير في قدرت الحكومات قائلاً سبب آخر لنقص البيانات هو الأداء الضعيف للمؤسسات العامة التي من المفترض أن تتعامل مع الوباء العالمي في الشرق الأوسط. ليأتي بعد ذلك بأكبر أكاذوبة لم تجرواء دولة كبرى بقوة الولايات المتحدة على أن تدعيها  ليروجها هو كذبا على أبناء وطنه من اليهود عندما قال (تم تسجيل الحالات الاستثنائية (للأفضل) في هذا المنطقة لـ (إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية وغزة ) حيث تبذل المؤسسات الحكومية ومنظمات المساعدة الدولية جهودًا للتوصل إلى صورة أكثر موثوقية للمرض مع الاعتراف بضرورة التعامل مع النقاط المحورية للوباء وآثاره الاقتصادية.ومع ذلك  فإن منظمات الاستخبارات المهتمة بصياغة صورة معلوماتيه جيدة لما يحدث في منطقتنا لديها وسائل وأساليب متقدمة لجمع البيانات ومعالجتها حتى تتمكن من الوصول إلى تقديرات حقيقية  في مجال انتشار الوباء  بدءًا من صور الأقمار الصناعية للمقابر على فترات منتظمة ،مروراً بالمراقبة الانتقائية للمعلومات المنشورة على الشبكات الاجتماعية ووسائل الإعلام ، وانتهاءً بتحليل تصريحات  ولغة الجسد لكبار المسؤولين الحكوميين ، كل هذا يعطي صورة جيدة عن كيفية تعامل كل دولة مع كورونا. ثم يأتي ليناقد نفسه ويقول المثير للدهشة أن هذه المعلومات ، التي جمعتها وكالات المخابرات المختلفة ، تشير إلى أنه في معظم دول الشرق الأوسط ، من شمال إفريقيا إلى أفغانستان ، لم يحدث حتى الآن تفشي خطيرة للوباء ، باستثناء "إيران وتركيا " ، كما هو مذكور ، وهي ليست دولة عربية.

ولكن ما يتعارض مع كل منطق وما نعرفه عن كيفية انتشار الأوبئة في المجتمع هي معدلات الاعتلال والوفيات المنخفضة بشكل مدهش في مخيمات وتجمعات اللاجئين في الشرق الأوسط. لا يزال أكثر من عشرة ملايين طفل وامرأة وبالغ وكبار السن الذين شردتهم الحروب الأهلية من منازلهم ومناطقهم مزدحمة ومكتظة في الخيام والمباني المدمرة اليوم ، بدون مياه جارية وظروف صحية مستحيلة. ترتجف وتلتصق ببعضها البعض في مواجهة البردداخل الملاجئ المؤقتة ، تحت الأغطية البلاستيكية والخيام ، ومعظمها يصعب وصول الخدمات الطبية إليها . ويتعجب الكاتب الإسرائيلي من صمود العرب في المخيمات وعدم تفشي المرض بينهم قائلاً من المحتمل أن يصاب عشرات الآلاف من اللاجئين ويموتون ، ولكن وفقًا لتقارير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، فإن معظم المخيمات ومراكز اللاجئين ليس لديها حاليًا تفشي قاتل للوباء. وهذه الظاهرة ، في حد ذاتها ، ستثير ، وستستخدم بالتأكيد ، في موضوعًا للدراسات الوبائية المستقبلية. إن الوراثة العرقية للعرب تجعلهم أقل عرضة لكورونا ، لكن هناك احتمالات بأن العدد الصغير نسبيًا من الأشخاص الذين يعيشون في الدول العربية الفقيرة يرجع إختلاطهم بأقلية من الأجانب الذين يأتون من جميع أنحاء العالم.فمعظم الدول التي تدور فيها المعارك ، وخاصة مخيمات اللاجئين ، لا تشكل مناطق جذب سياحية عالمية. ورجال الأعمال والعمال المهاجرين ، على أقل تقدير ، لا يتدفقون على هذه الأماكن. لذلك ، فإن عدد المصابين به ينخفض مقارنة بحجم السكانونكاد نقول أن محنة  سكان تلك المناطق تحولت لنعمة حدت من تفشي كورونا. كما تحول  متوسط العمر المتوقع في معظم دول المنطقة عيبًا إلى  ميزة. حيث يبلغ عمر غالبية مواطني الشرق الأوسط أقل من 60 عامًا ، أي في الفئات العمرية والغالبية العظمى من الحالات ، يشفي دون أي أعراض على الإطلاق.بهذه الطريقة ، منع الإغلاق الذي فرضته إسرائيل على غزة وصغر سنها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في غزة الضفة الغربية "ويهودا والسامرة " من أن تصبح حاضنات قاتلة.وكشف التقرير معلومات تقول أنه خلال هذه الفترة الزمنية من كل عام  ينتقل إلى إيران وتركيا ملايين الأجانب ، لذلك ضربهم كورونا بشدة .

 ويرجع سبب انتشار الوباء بين كبار رجال السلطة في إيران إلى رجال دين شيعة وشباب قدموا من الصين جلبهم النظام الإيراني  بهدف دفعهم لبذل جهود لجعل التيار الشيعي تيار مهيمن في الإسلام - وإيران كقوة إقليمية.

ففي مدينة (قم) التقى الشيعة الصينيون مع معلميهم الإيرانيين والشخصيات العامة الذين اتصلوا بهم وهذا هو السبب في أن أول من أصيب في إيران كان رجال الحكومة والبرلمان

وهو يشبه ماحدث في مدينة (بني باراك) التي يسكنها اليهود الأرثوذكس في إسرائيل الذين التقوا هم أيضا بالحشود اليهودية القادمة من نيويورك وأوروبا – للاحتفال بعيد المساخر ..

 

 

ويقول ( بن يشاي ) إن المخابرات الإسرائيلية قدرت  أن جميع دول المنطقة ، بما في ذلك إيران ، ستكون مشغولة على الأقل حتى فصل الصيف في مكافحة المرض .ومع ذلك ، كان هناك قلق من أن إيران ستستغل الفترة التي يركز فيها الاهتمام العالمي في الوباء ومقاومته  ، للترويج سرا وعلناً لمشروع الأسلحة النووية والهيمنة في المنطقة ، بما في ذلك ترحيل الولايات المتحدة من العراق ، وإنشاء جبهة ضد إسرائيل في سوريا ، وتسليح حزب الله بجميع أنواع الصواريخ.في غضون ذلك ، امتلكت إيران المعرفة مما مكنها من تشغيل نظام الطرد المركزي الحديث (IR6) الذي تم تطويره لتخصيب اليورانيوم ، وفي طهران تراكم اليورانيوم المخصب بكميات أكبر مما هو مسموح به ، لكنها تتجنب أي إجراء جذري يمكن اعتباره تقدمًا أو اختراقًا في ميزان الأسلحة النووية . ويضيف لم تتلاشى التهديدات لإسرائيل من المحور الشيعي المتطرف بقيادة إيران (بما في ذلك لبنان والعراق) ، لكن شدتها تضاءلت وبالنسبة للفلسطينيين ، كانت الصورة أقل وضوحا في إسرائيل ، خافوا من أن السلطة الفلسطينية وحماس في غزة لن تكون قادرة على التعامل مع تفشي الوباء في الأراضي الواقعة تحت سيطرتهم ، وأنه إذا خرج الوضع عن السيطرة في كلتا المنطقتين ، فإنه سيهدد دولة إسرائيل ومواطنيها.من بين المخاوف التي كانت تقلق تل أبيب  بشأن انتشار الوباء بين الفلسطينيين: انتشار المرض بشكل غير منضبط من قبل المهاجرين غير الشرعيين والفلسطينيين العاملين في المستوطنات - مما سيؤدي إلى تدافع جماعي للفلسطينيين وطالب اللجوء على الجدار الفاصل.بالإضافة إلى خطر آخر من محاولة سكان غزة اليائسين ابتزاز المساعدة الطبية والاقتصادية من إسرائيل ، وكذلك تخفيف الإغلاق ، عن طريق إطلاق الصواريخ والهجمات الإرهابية. في قطاع غزة . في ضوء هذه التقديرات ، زاد جيش الدفاع الإسرائيلي من استعداده للتصعيد المحتمل ، خاصة في قطاع غزة ، بينما تبذل إسرائيل كل ما في وسعها لمساعدة السلطة الفلسطينية وحماس على منع تفشي العدوى. .ويقول ( بن يشاي )الفلسطينيون جيدون بشكل مدهش في الوقت الحالي. إن التعاون مع إسرائيل قوي وفعال وستشير النتائج إلى ذلك. يتفاجأ المقيمون في إسرائيل ويشجعهم النهج البراغماتي ليحيى سنوار ، زعيم حماس في غزة الذي يلمح إلى سلوكه وتصريحاته بأنه يريد الاستفادة من الاعتماد المتبادل بين غزة وإسرائيل والحاجة إلى تعاون أكبر.مما يدل على استعداد للدخول في عملية شاملة من شأنها أن ترسخ وتعزز الهدوء القائم.كما يظهر عباس الآن مرونة في تعاملاته واتفاقياته مع إسرائيل . واختتم التقرير الذي حاول التقليل من شأن دول  المنطقة بستثناء إسرائيل بقوله من المهم مراقبة ما يحدث عبر الحدود واغتنام الفرصة و الأهم من ذلك ، أن نفعل كل شيء سرًا حتى تنضج النتائج.

 

 

 

كورونا إسرائيل مصر المخابرات تجسس دنيا المال