29 مارس 2024 02:40 19 رمضان 1445
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
مقالات

قراءة شخصية في آثار و تبعات انتشار فيروس كورونا علي النظام الدولي و الإقليمي ( 2)

دنيا المال

 

استكمالا لقراءتي الشخصية لتبعات فيروس كورونا:


أشرت بالامس في صدر القراءة إلي أن اهم آثار و تبعات انتشار فيروس كورونا هي ظهور نظام عالمي جديد ، من خلال دخول دول جديدة إلي مكانة الدول المهمة و المؤثرة في صنع القرار الدولي، وضعف وضعية بعض الدول الحالية .


- مصر بعون الله بعد مرور تبعات فيروس كورونا علي المستوي الوطني علي خير في إطار استراتيجية الدولة سيكون لها دورا فاعلا في النظام الدولي الجديد سواء علي محيطها الإقليمي أو الدولي ، و ذلك بفضل أخلاص و جهود القيادة السياسية الحالية بزعامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية الذي يسابق الزمان من أجل إعادة بناء دولة عصرية معتمدة علي ذاتها ، تنتهج العلم سبيلا في كافة استراتيجيتها ، قيادة تستشرف المستقبل الداخلي والإقليمي والدولي من خلال حقائق و مؤشرات واقعية و بلغة العلم والموضوعية والحسابات الدقيقة ، وهنا نحن الان نجد تحركات الدولة نحو المواطن المصري في هذه الظروف الاستثنائية و الطارئة ، حيث تحشد له كل الإمكانات المتاحة والتي ما كانت تتوفر لولا الإصلاح الاقتصادي الذي قامت به الدولة بكل صراحة ورؤية ثاقبة للمستقبل القريب والتداعيات المحدقة بالوطن ، وهنا يجب ان نشيد بدور وتحمل المواطن المصري الذي هو بحق الجندي المجهول ، حيث ضرب اكبر مثالا في الصبر والتفاني وتحمل تبعات هذا الإصلاح المرير بكل وعي ووطنية .

- ومن الأشياء المضيئة والتي تشرف كل مصري برغم ظروفنا الصعبة ، إلا أننا نري مصر قدمت في سابقة فريدة الدعم والعون للصين من خلال زيارة استثنائية لمعالي وزيرة الصحة رغم تخوف الجميع من زيارة الصين الا ان مصر قطعت العزلة عن الصين في رسالة إنسانية وسياسية ما أروعها ، قدمت مصر دروس للكافة ، وللعلم يجب ان نتوقف كثيرا امام الاثار الايجابية العديدة لهذه الزيارة والتي تتأخر نتائجها وأثارها الهامة علي الأمن القومي المصري في العديد من محاورة وبخاصة الاقتصادي منه .

- واليوم تقدم مصر مثالا اخر علي روح التعاون والتضامن الإنساني العالمي من خلال تقديم عتاد طبي ودعم لدولة ايطاليا ، والتي تخلت عنها دول الاتحاد الأوروبي بل والولايات المتحدة الأمريكية ، ولم تقدم العون لها سوي مصر والصين وروسيا هنا يجب أن نتوقف في مواقف دول مصر وروسيا والصين في هذه الكارثة وتعاملها مع بعض الدول الأوروبية المتضررة من هذه الكارثة.

- بكل ثقة وإيمان قائم ومبني علي رؤية و استرتيجية القيادة السياسية المصرية الواعدة و المخلصة لتراب هذا الوطن ، ان بعون الله بعد أن تعبر فيروس كورونا علي خير سنري مصر التي يتشرف بها كل مصري شريف ، فقط نرجو من الجميع ان يعمل بإخلاص ويخاف الله في كل أعماله ويراعي ضميره عندما يباشر العمل المسند اليه ،و أن يقدم للوطن ولابناءه القدوة و القيم وان يدعم دولته بوعي و ايمان وإخلاص ، هنا مصر ستفرض إرادتها علي الجميع و تتصدي لكل التحديات التي تواجه الأمن القومي المصري علي كافة الأصعدة.

- من اهم المتغيرات ايضا المتوقعة بعد انحسار آثار كارثة فيروس كورونا اقليميا تغيير بعض أسس ومواثيق المنظمات الإقليمية وعلي رأسها نظام جامعة الدول العربية بعد عودة الدور الجزائري الشقيق الفاعل بجوار الدور المصري و الاردني و بلا شك عودة سوريا والعراق ، هناك إرادة سياسية تتحضر بقوة لإحياء جسد الجامعة المريض ، ايضا بزوع دور مجلس الدول العربية و الأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن و دور مصر في ان يكون هذا الكيان فاعل و غطاء قانوني يحمي حرية الملاحة البحرية في البحر الأحمر وقناة السويس وخليج عدن ، وأن مصر هنا تملك العتاد البشري والعسكري المتطلب لهذا المهمة تحت مظلة القانون الدولي علي اعتبار أن هذه المنظمة تعد من المنظمات الإقليمية ذات الشخصية القانونية الدولية بموجب الفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة ، اعتقد ايضا ان الاتحاد الافريقي سيلحقه تعديلات علي ميثاقه في ضوء تلك المتغيرات وبخاصة فيما يخص علاقاته مع دول أوروبا و الصين والولايات المتحدة ، وإصلاح مؤسساته.

- كما أن آليات عمل منظمة التجارة العالمية وسيطرة الاقتصاد الغربي ومحاولة فرض صبغته السياسية علي معظم دول العالم، سيناله بعض التغيرات و بخاصة ايضا الهيئات والمؤسسات المالية الدولية ( صندوق النقد الدولى و البنك الدولي ) ، من خلال إدخال تعديلات وجوبية علي توجهات و استراتيجيات منح وتمويل القروض والمساعدات بخاصة للدول النامية بعدما تفحشت هيمنة الدول الكبري الغربية علي مقادير وارادة هذه المؤسسات الدولية .

- ومن المحتمل أن بعد مخاض فيروس كورونا وفي ضوء،ما يعانيه العالم أجمع من هذه الجائحة انه سيدعو إلي مؤتمر عالمي واسع يجمع الجميع علي غرار ما حدث عقب انهيار عصبة الأمم بعد الحرب العالمية الثانية ، وإصدار إعلان بميلاد منظمة الأمم المتحدة ، لوضع تصور لإيجاد تطوير النظام الدولي الحالي ، وإزالة بعض العوار الكامن في ثنايا ميثاق الأمم المتحدة .

- وللحديث بقية حول تبعات انتشار فيروس كورونا علي بعض الأوضاع و القضايا الإقليمية والدولية.

المستشار الدكتور /مساعد عبدالعاطي شتيوي .

 

مساعد عبد العاطي