26 أبريل 2024 21:38 17 شوال 1445
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
أمن قومي

أهم بنود المؤامرة «اضعاف مصر في المنطقة ، تعويض تركيا عن الغاز الروسي واقتسام الكعكة السورية والتخلي عن حماس والأكراد ».

تفاصيل مؤامرة رئيس الموساد ووزير خارجية تركيا على مصر

دنيا المال

باتت تفاصيل المصالحة الإسرائيلية التركية أو بتعبير أخر « المؤامرة التركية الإسرائيلية على مصر » واضحة بعد اللقاء السري الذي جمع بين «يوسي كوهين » رئيس المخابرت الإسرائيلي ووزير الخارجية التركي في سويسرا والذي وضع خلاله مبادئ عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين بضغط من الولايات المتحدة الأمريكية ، لنضع امام المخدوعين في العالم العربي الحقيقة التي لا يعرفونها ، أن إسرائيل لن تسمح بضرب علاقتها مع الحليف الثاني في الأهمية بعد الولايات المتحدة الأمريكية .. داخل احد الفندق السويسرية الشهيرة اجتمع الثنائي الإسرائيلي التركي لتحديد شروط أو بالأحرىبنود  المؤامرة على مصر بعد الاتفاق على إعلان جزء منها  تحت مسمى المطالب التركية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل ذرا للرماد في العيون تمثلت في ثلاث مطالب « اعتذار رئيس الحكومة الإسرئيلية عن حادث سفينة مرمرة – وهذا قد تم عبر الهاتف مع رئيس الحكومة التركي أردوجان منذ فترة ، والثاني دفع مبلغ 20 مليون دولار لصندوق تعويض أسر الضحايا ، والثالث وقف نشاط حماس في تركيا ـ وهو المطلب الذيـ تنصب ـ به تركيا على العرب لتضع لها قدم في القضية الفلسطينة »  أما المطالب غير المعلنة فتدور كلها في إطار واحد « العمل ضد مصر لاسقطها في المنطقة وتحقي ق مكاسب إسرائيلية تركية برعاية أمريكية » من خلال صفقت الغاز بين إسرائيل وتركيا خاصة بعد أزمة تركيا وروسيا في مجال تصدير الغاز ، السماح لتركيا بالقيام بدور الوسيط في حل القضية الفلسطينة لاخرج مصر من المشهد العربي وتعريض أمنها القومي للخطر واقتسام الكعكة السورية .

 

المكاسب المشتركة من الاتفاق معلومة ومفيدة للطرفين فبالنسبة للطرف الإسرائيلي، في مقدمتها وقف أي حملات أو خطوات قضائية ضد جنود الاحتلال وقادته العسكريين في المحاكم التركية من جهة، ووقف نشاط حركة "حماس" وإبعاد القيادي في الحركة صالح العاروري عن الأراضي التركية من جهة .وهذا يعني بالضرورة ضربة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وإنجازاتها. ولا يخدعنا ما ذكره الرئيس التركي نفسه، مطلع الأسبوع، بأن أحد الشروط التركية الثلاثة للمصالحة يتضمن إضافة إلى الاعتذار الرسمي الإسرائيلي عن جريمة السفينة مافي مرمرة ودفع التعويضات لأهالي الضحايا هو رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.

أما بالنسبة لتركيا فمن الواضح أن تركيا تتحرك وفق منظومة مصالحها الإقليمية والدولية، وإن كانت هذه المصالح أو بعضها على الأقل جاءت متوافقة مع طروحات حزب العدالة والتنمية التركي لجهة دعم الإخوان في مصر وحركة "حماس" في قطاع غزة وتعزيز اقتراب تركيا وانفتاحها على العالم العربي في العقد الأخير.والمشاركة في مكاسب الملف السوري .

ومع ذلك وبسبب الحساسيات الكبيرة التي نجمت عن التوتر في العلاقات التركية الإسرائيلية في الأعوام الأخيرة، فإن التفاهم لتنفيذ مسودة اتفاق توصلت إليها طواقم من الحكومتين، بضغط أميركي قبل نصف عام، ولم تقر رسمياً بعد، يتعرض لعقبات وعراقيل في اللحظة الأخيرة.

بالإضافة إلى اتهم معارضون لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالخضوع لإملاءات تركيا، والقبول باشتراطاتها بشأن رفع الحصار المفروض على قطاع غزة. لكن مصادر حكومية إسرائيلية أكدت أنه لم تقدم في إطار تطبيع العلاقات بين الدولتين أية تعهدات إسرائيلية لتركيا برفع الحصار عن غزة، وهو الشرط الذي كان كرره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل بضعة أيام.إلا أن أراء الخبراء في إسرائيل خاصة بعد تعيين يوسي كوهين رئيسا لـ «الموساد» أكدت على الاتجاه نحو تعزيز  مساعي تطبيع العلاقات بين إسرائيل وتركيا، خصوصاً بعد دوره في هذا السياق عندما كان مستشارا لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي. وكان نتنياهو أعلن عند تعيين كوهين أن بين مهماته تعزيز وتطوير العلاقات السياسية مع الدول العربية، ومع دول «ساءت العلاقات الإسرائيلية معها».

ولعب كوهين والمدير السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية يوسي تشخنوفر دوراً كبيراً في المفاوضات التي جرت على مدى شهور طويلة مع مساعد وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو في عدد من الأماكن، وخصوصاً في سويسرا. وبحسب التفاهمات فإنه عدا تطبيع العلاقات بين الدولتين تم الاتفاق على البدء في مفاوضات لمد أنبوب من حقول الغاز الإسرائيلية في عرض البحر المتوسط إلى تركيا.

إلا أن الإعلان عن الاتفاق قد تسبب في ظهور انتقادات واعتراضات من جانب جهات مهنية وسياسية في إسرائيل. فقد نشرت أنباء تفيد بأن المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلي دوري جولد، لم يكن في صورة الاتصالات التي قادها كوهين، والتي أدت إلى الاختراق بشأن الاتفاق. وقال مقربون من جولد أن المدير العام للخارجية كان التقى مسؤولاً تركياً في روما قبل بضعة شهور للبحث في تطبيع العلاقات، ولذلك لا صحة لإخفاء الأمر عنه، رغم أن من قاد المفاوضات بهذا الشأن كان يوسي كوهين.

وهاجم وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق زعيم «إسرائيل بيتنا» أفيجدور ليبرمان على التفاهم مع تركيا. وقال إن «الاتفاق مع تركيا لم يكتمل بعد، لكن الضرر السياسي حدث. إن الانتهازية لا تمثل بديلاً لسياسة حكيمة ومتزنة». وأوضح أن «أردوجان زعيم نظام إسلامي راديكالي، والأتراك يتاجرون مع داعش، وغزوا العراق خلافاً لكل القواعد في الحلبة الدولية، ولديهم توترات مع روسيا، وقد بذلنا في السنوات الأخيرة جهوداً كبيرة لتطوير وتوثيق العلاقات مع قبرص واليونان، وتوصلنا لتفاهمات مهمة حول تعاون مهم، وهذه خطوة ستضر بهذه العلاقات».

وأضاف ليبرمان أن الاتفاق مع تركيا «يضر أيضا بالعلاقات مع مصر. ولأنه يتعذر لي أن أرى أردوجان يتنازل في مطالبه بشأن غزة وكل موطئ قدم للأتراك في غزة ستأتي على حساب مصر. وأيضا بشأن الغاز هناك أهداف لتصديره، وقبل كل شيء جرت مباحثات وتفاهمات كثيرة، وهناك آمال في اليونان وقبرص بشأن تصدير الغاز، خصوصاً أن أحد الحقول مشترك بين إسرائيل وقبرص».

وانتقد زعيم المعارضة اسحق هرتسوج طريقة إدارة المباحثات مع تركيا، معلنا «إذا كان بوسعنا التوصل للاتفاق مع تركيا قبل عامين، كان الأمر سيحقق فائدة أكبر لإسرائيل. لكن نتنياهو كعادته تباطأ وتصرف مذعوراً من ليبرمان وشركاء آخرين في الائتلاف، ولذلك فإن الثمن اليوم أعلى. وهذا أقوله عن معرفة». مع ذلك قال أن الخطوة اليوم «هي في الاتجاه الصحيح، وينبغي التأكد أن لا ينشأ لأردوجان أي موطئ قدم في غزة بسببه. ينبغي تعزيز العلاقات مع تركيا في مجالات أخرى».

وعلى الجانب الأخر استنكرت هيئة الأغاثة التركية IHH  تصريحات الجانب التركي خلال الفترة الأخيرة بشأن التصالح مع "إسرائيل".وأشار رئيس الهيئة بولنت يلدريم إلى أن هناك من يعمل لصالح "إسرائيل" داخل الحكومة التركية.وأشار إلى اتفاق الغاز الطبيعي في إطار الاتفاقية الأولية الموقعة مع "إسرائيل" قائلا:"عقد اتفاقيات الغاز الطبيعي بالخداع ومشاركة عدد من الشركات في هذه الاتفاقيات وخلق شراكات مع بعض البيروقراطيين والساسة وعقد هذه الشراكات خلف الأبواب المغلقة ورفع حجم التجارة... كل هذه الأمور تدفع "إسرائيل" للقول بأنها تستطيع شراء من تريد بالمال، وأقول: "تبين أن القرآن الكريم، الذي يلقى به على الأرض، هو قرآننا وليس لتجار الدين الذين يتاجرون مع إسرائيل".في الوقت نفسه وجدت إسرائيل ضالتها لمنشودة في تحقيق اتفاق يؤدي إلى مصالحها بنسبة أكبر من المصالح التركية بدعوى أن التدخل التركي في تركيا سيزيد من سواء العلاقات مع مصر وبالتالي لن تسمح لتركيا بالتدخل في غزة .. هذا الزعم سيمح لإسرائيل بإمساك العصى من المنتصف . 

إسرائيل القدس تل أبيب الغاز سوريا تركيا روسيا