إسرائيل : تنفيذ اتفاق الغاز بين إسرائيل ولبنان هزيمة لحزب الله وإيران

صدر مؤخر عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي تقرير للباحثة أورنا مزراحي حول الاتفاق المزمع توقيعه بين الجانب اللبناني وإسرائيل لتسوية أزمة ترسيم الحدود البحرية وحقول الغاز .. تحدثت فيه الباحثة عن ثلاث مكاسب إسرائيلية في حالة تنفيذ الاتفاق ( اقتصادي - أمني - استراتيجي ) ونتعرض هنا للجانب الاستراتيجي في دراسة مزراحي ثم سنقوم بنشر المكاسب الإسرائيلية في الجانب الاقتصادي والأمني تباعا:

تقول مزراحي : يشكل التوصل لاتفاق بين إسرائيل ولبنان علامة فارقة مهمة في العلاقات بين البلدين ، اللتين كانتا في صراع نشط ومستمر منذ عقود.

الاتفاق يتمتع بمزايا لكلا الطرفين وقد أصبح ممكنًا بفضل تقاطع مصالحهما واستعدادهما لتقديم تنازلات في نافذة الفرصة التي فتحت لفترة محدودة.

من وجهة نظر إسرائيل ، من المهم بشكل خاص الإشارة إلى ما وراء التحولات في المجال الاقتصادي وإمكانية أن تساهم في السلام والأمن على الأقل في المجال البحري - إلى الاتجاهات الإيجابية التالية للاتفاق على المستوى الاستراتيجي في ثلاثة أبعاد رئيسية:

• على صعيد العلاقات بين إسرائيل ولبنان

إقامة خط حدودي بين الدول المطلة على البحر (باستثناء مسافة 5 كيلومترات متاخمة للساحل) يعني في الواقع اعتراف لبنان بوجود إسرائيل.

وبالرغم من أن اللبنانيين سرحوا أن المفاوضات ستكون غير مباشرة (الاتفاق هو في الواقع تبادل رسائل مع الولايات المتحدة) ولن يتضمن عناصر تطبيع ، (مراعاة لموقف حسن نصرالله ) لكن الاتفاق لا يزال يعبر عن تغيير جوهري في العلاقات بين البلدين: إنه يسقط الأرض تحت مزاعم حزب الله ، بأن إسرائيل كيان غير شرعي لا ينبغي الاعتراف به وهناك سبب للعمل من أجل تدميرها ، بل وقد يساهم الاتفاق في تغيير صورة إسرائيل لدى الجمهور اللبناني.

• موقع ونفوذ حزب الله في لبنان

موافقة القيادة اللبنانية على هذا الاتفاق تثبت أن حزب الله ليس المنفرد بالقرارو القدرة في لبنان. صحيح أن «حزب الله» كان مطلعاً على الشؤون وأثر في صنع القرار ، لكن الاتفاق يتضمن بوضوح عناصر تخلق صعوبة له ويريد تجنبها.

وهكذا ، اضطر نصرالله أيضًا إلى التنازل في ظل الوضع الاقتصادي الكارثي في ​​لبنان واتساع مساحة النقد الداخلي تجاهه ، والاكتفاء بالحجة القائلة بأن تهديداته هي التي ساهمت في تحقيق الاتفاق في محاولة لتجميل مظهره .

إيران والمحور الشيعي

• أما بالنسبة لإيران ، فإن الاتفاق يعبر عن فشل آخر لها في المواجهة مع إسرائيل ، في ضوء معارضتها الواضحة لأي اتفاق محتمل مع إسرائيل - "الشيطان الصغير" ، برعاية الولايات المتحدة - "الشيطان الأكبر".

إضافة إلى ذلك ، يشكل الاتفاق حجر عثرة أمام جهوده ، التي يقودها عبقرية حزب الله ، لتوسيع موطئ قدمه في لبنان.

علاوة على ذلك ، فإنه يوثق علاقة لبنان بالغرب (خاصة الولايات المتحدة وفرنسا) في تناقض تام مع رؤية حزب الله وإيران المهتمين بضم لبنان إلى «المحور الشيعي»

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الباحثة : أورنا مزراحي ..

أورنا مزراحي باحثة أولى في معهد دراسات الأمن القومي. التحقت بالمعهد في ديسمبر 2018 ، بعد خدمة طويلة في جهاز الأمن الإسرائيلي: 26 عامًا في الجيش الإسرائيلي (مقدم متقاعد) ، و 12 عامًا في "مقر الأمن القومي"

عملت كباحثة استخباراتية في قسم أبحاث AMAN وكضابطة في قسم التخطيط الاستراتيجي في جيش الدفاع الإسرائيلي. كان عملها الرئيسي هو البحث والتخطيط الاستراتيجي في القضايا الإقليمية ، مع التركيز على دول الدائرة الأولى والمجمع الفلسطيني ، أورنا حاصلة على درجة الماجستير (مع مرتبة الشرف) في تاريخ جيش إسرائيل من جامعة تل أبيب .