28 مارس 2024 15:38 18 رمضان 1445
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
دنيا العرب

سوريا: الأمين العام يدعو إلى التراجع عن ”الحافة” قبل خروج الأمور عن السيطرة

دنيا المال

جدد الأمين العام، الجمعة، الدعوة إلى وقف إطلاق النار في شمال غرب سوريا، ومنح العمل الدبلوماسي فرصة قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة بالكامل. كما تطرق إلى فيروس كورونا ودعا إلى الجهوزية والاستعداد الكامل.

جاءت تصريحات السيّد أنطونيو غوتيريش خلال مؤتمر صحفي عقده الجمعة من مقرّ الأمم المتحدة الدائم بنيويورك.

وقال فيما يتعلق بالوضع في شمال غرب سوريا: "في الأيام الماضية حذرت مرارا وتكرارا من خطر تصعيد كبير في الأعمال العدائية بشمال غرب سوريا. وأخشى أنه مع أحداث الساعات 24 الماضية، فإننا قد وصلنا إلى هذه المرحلة - وهذه واحدة من أكثر اللحظات إثارة للقلق خلال فترة الصراع السوري."

المدنيون يدفعون الثمن الأعظم
وأكد الأمين العام أنه بدون اتخاذ إجراءات عاجلة فإن خطر حدوث تصعيد أكبر يتنامى كل ساعة، ويدفع المدنيون الثمن الأعظم.

وحول ارتفاع أعداد النازحين بسبب العنف المتصاعد، قال الأمين العام: "فرّ ما يقرب من مليون شخص من منازلهم في الأشهر الثلاثة الماضية، وتواصل الغارات الجوية استهداف المدارس والمرافق الصحية. حتى المخيمات، وغيرها من المواقع الأخرى التي لجأت إليها العائلات النازحة بحثا عن المأوى، تعرّضت للقصف."

بدون اتخاذ إجراءات عاجلة فإن خطر حدوث تصعيد أكبر يتنامى كل ساعة، ويدفع المدنيون الثمن الأعظم -- الأمين العام للأمم المتحدة

وأشار السيّد أنطونيو غوتيريش إلى استمرار تضييق الخناق (على المدنيين) إذ انتقلت الخطوط الأمامية إلى المناطق المكتظة بالسكان، مشددا على أن الحاجة الأكثر إلحاحا هي الوقف الفوري لإطلاق النار قبل أن يخرج الوضع عن السيطرة تماما.

وأضاف الأمين العام: "عبر كافة اتصالاتي مع الأطراف المعنية، نقلتُ رسالة واحدة وبسيطة: تراجعوا عن حافة (الهاوية) التصعيد."
سنا قريبين من وقف لإطلاق النار
وردّا على سؤال فيما يتعلق بردود تركيا وروسيا على اتصالات الأمين العام، وما إذا كان لديه شعور بأن وقف إطلاق النار الفوري وشيك، قال الأمين العام: "لقد كنت على اتصال وثيق مع الأطراف وناشدت بقوة من أجل ذلك، ولكنني لا أعتقد أننا قد وصلنا إلى هذه المرحلة بعد. وآمل أن نتوصل إلى ذلك في المستقبل القريب لأن الوضع قد يخرج بشكل كامل عن السيطرة."

وجدد غوتيريش نداءه لحماية المدنيين مع قرب دخول الصراع في سوريا عامه العاشر. وقال: عقد من القتال لم يجلب سوى الخراب والبؤس. لا يوجد حل عسكري. السبيل الوحيد هو عملية سياسية بتيسير من الأمم المتحدة بموجب قرار مجلس الأمن 2554. وأذكّر الجميع بأن هذا القرار دعا إلى وقف لإطلاق النار في كافة أرجاء البلاد."

وردّا على سؤال يتعلق بإرسال طواقم الأمم المتحدة إلى شمال غرب سوريا للاطلاع على الأوضاع، قال الأمين العام إنه يجري الإعداد لبعثة إنسانية من أجل هذا الغرض على وجه التحديد.
كورونا: هذا ليس وقتا للذعر
وخلال المؤتمر الصحفي تطرق الأمين العام إلى وباء كورونا الذي بات أمرا يؤرق العالم بعد انتشاره في 49 دولة.

وقال الأمين العام: "رفعت منظمة الصحة العالمية تقييم المخاطر المتعلقة بفيروس كورونا COVID-2019 إلى أعلى المستويات على الصعيد العالمي. هذا ليس وقتا الذعر. هذا وقت الجهوزية والاستعداد الكامل."
وأشار الأمين العام إلى تصريحات مدير عام منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس غيبرييسوس، إذ قال: "إن العدو الأكبر الآن هو ليس الفيروس ولكنه الخوف والشائعات والوصم."

وأوضح الأمين العام أن هذا هو الوقت لتكثف جميع الحكومات الجهود وتفعل كل ما هو ممكن لاحتواء المرض، دون وصم، وفي ظل احترام حقوق الإنسان.

وقال: "نعلم أن الاحتواء ممكن، ولكن نافذة الفرصة تضيق، ولذا أناشد التضامن والدعم العالمي الكاملين، مع تحمّل جميع البلدان لمسؤولياتها."

وشدد السيّد غوتيريش على أنه في نفس الوقت بإمكان العالم الاعتماد على دعم الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية.

الأمم المتحدة سوريا