كوكب الأرض يسرع من دورانه والعلماء يرجحون حذف ثانية بحلول عام 2035


تدور الأرض حول الشمس بسرعة هائلة تبلغ حوالي 107 ألف كم/ ساعة، وفي نفس الوقت تدور حول نفسها بسرعة 1670 كم/ساعة.
على مدار مليارات السنوات القليلة الماضية، تباطأ دوران الأرض، ويعتقد العلماء أن ذلك يعود بشكل كبير إلى الانحراف التدريجي للقمر بعيدا عن كوكب الأرض.
وعلى عكس ذلك، خلال الفترة الماضية (بداية من عام 2020)، لاحظ العلماء أن كوكب الأرض بدأ بالدوران بوتيرة أسرع قليلا من المعتاد، ولكن بشكل خاص تلاحظ خلال الصيف الحالي أن سرعة الدوران أصبحت بوتيرة أكبر، ما أدى إلى تقليص طول اليوم بجزء من الثانية - لدرجة أن مسجلي الوقت العالميين يفكرون في أمر لم ييتم تجريبه من قبل وهو إضافة ثانية كبيسة سالبة.
حتى الآن من هذا العام، كان يومي 9 يوليو و 22 يوليو أقصر من المعتاد - بحوالي 1.3 و1.4 ميللي ثانية على التوالي، ومن المتوقع أن يكون يوم 5 أغسطس القادم أقصر بفقدان حوالي 1.5 ميللي ثانية، حيث سيكون القمر في أبعد نقطة له عن خط الاستواء، مما يغير تأثير جاذبيته على دوران الأرض، ويزيد من سرعته في هذه الحالة.
يستغرق اليوم على الأرض حوالي 86400 ثانية (24 ساعة) وهي المدة التي يستغرقها الكوكب ليدور دورة كاملة حول محوره. لكن المدة التي يستغرقها لإكمال دورة كاملة تعتمد على عوامل عديدة، منها موقعا الشمس والقمر، ومجال جاذبية الأرض.
نحن نتحدث هنا عن بضعة ميللي ثانية فقط، وهي جزء من الثانية لا يدركه معظمنا، ولكن هذا الأمر بالنسبة لأجهزة الكمبيوتر ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والأنظمة المصرفية والتلسكوبات الكبيرة وشبكات الكهرباء حول العالم التي تعتمد على مزامنة دقيقة للغاية للعمل، فإن كل ميللي ثانية له أهميته.
تزامن هذه القياسات مع توقيت مرجعي عالمي يسمى التوقيت العالمي المنسق Coordinated Universal Time (UTC) الذي يعتمد على 450 ساعة ذرية حول العالم، والذي يعد المرجع الزمني الذي تعتمد عليه الهواتف والحواسيب والأنظمة التقنية حول العالم.
الساعة الذرية تستخدم لضبط الوقت بدقة متناهية، عبر قياس اهتزازات الذرات في فراغ خاص، وتحسب الوقت على مقياس جزء من مليار من الثانية (نانو ثانية). ونظرا لعدم انتظام دوران الأرض، فإن التوقيت العالمي المنسق مستقل إلى حد كبير عن طول اليوم.
ومع تسارع دوران الأرض، بدأ يظهر فارق بين الوقت الذري والوقت الفعلي لدوران الكوكب، ما دفع العلماء إلى التفكير في خطوة غير مسبوقة وهي: حذف ثانية من الزمن!
وعندما يحدث هذا، سيضيف مراقبو الوقت العالميون في الخدمة الدولية لدوران الأرض وأنظمة المرجع (IERS) - وهي المنظمة المسؤولة عن الحفاظ على معايير التوقيت العالمي والإطار المرجعي - "ثانية كبيسة".
كما هو الحال في السنوات الكبيسة، تضاف الثواني الكبيسة إلى الساعات لتعويض اختلافات التوقيت الفلكي، بناء على دوران الأرض والتوقيت العالمي المنسق بناء على الساعات الذرية.
أي أن الثانية الكبيسة السالبة تعني ببساطة إزالة ثانية من التوقيت العالمي المنسق (UTC) إذا تقدم التوقيت الفلكي على التوقيت الذري للتوقيت العالمي المنسق - والمتوقع إضافتها بحلول عام 2035.