20 أبريل 2024 03:27 11 شوال 1445
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
مجتمع

« الخانقاه» أحدث إصدارات دار اليوم الأول للمهندس المعماري «يوسف المرصفي»

دنيا المال

صدر حديثا لدار اليوم الأول للنشر والتوزيع كتاب الخانقاه للمهندس يوسف المرصفي معماري مصري عاشق لاثار القاهرة الاسلامية وبخاصة تلك التي ترجع إلي عصر المماليك ... فكم كانت هذه الحقبة من تاريخ مصر غنية ليس فقط بالأعمال المعمارية المبهرة وحسب ... وانما أيضاً بالحكايات المثيرة وراء كلٍ من هذه الصروح الخالدة ... وقد لاحظ المؤلف أن كتب التاريخ والاثار غالباً ما تغفل ذكر صناع الحضارة الحقيقيين من أبناء الشعب المصري من المعماريين والبناءين والحجارين وغيرهم كثير ... هؤلاء هم أصحاب الفضل الأول في قيام هذه الحضارات ... بينما لا تذكر كتب التاريخ الا اسماء الحكام والسلاطين الغرباء عن الشعب المصري من المماليك وغيرهم ... وهذا ما يحاول الكاتب أن يعوضه من خلال روايته "الخانقاه" والتي يركز فيها علي الجانب الانساني لأحد هؤلاء الرجال وهو المعلم شهاب الدين أحمد بن الطولوني المعماري الذي صمم وبني خانقاه السلطان الظاهر برقوق بشارع المعز لدين الله بالقاهرة ... في رواية تجمع بين التاريخ والاثار والعمارة ... رواية تقوم علي بعض الحقائق التاريخية وأيضاً علي كثير من خيال المؤلف.

- أسمع يا سيد .. نحن المعماريون غير هؤلاء السلاطين الذين تكتب اسماؤهم على الحجر .. نحن يا سيد من ينطق الحجر بأسمائنا .. نحن من تدل علينا أعمالنا .. وأعلم أنها إن لم تفعل فنحن بذالك لا نستحق الذكر من الأساس .. ولا تنس أن المماليك فئة غرباء عن المصريين لهم كل المجد والشهرة وينسب إليهم الفضل نحتا على الحجر .. أما نحن وكل من عمل وكد واجتهد في هذا البناء فلا ذكر له سوى عمله الذى خلفه .. هو الذى سيذكر الناس به .. وثق يابنى أن زملاء لنا سوف يأتون من بعدنا ربما بمئات السنين .. وسيقدرون عملنا هذا وجهدنا .. وكما قلت لك لن يفعل ذلك إلا معماريون أمثالنا يعرفون قدر مهنتنا وعظيم أثرها ..

المؤلف يوسف المرصفى


- بكالوريوس فنون جميلة قسم العمارة سنة 1977 .
- دبلوم الدراسات العليا في الأثار الإسلامية
- كلية الأثار - جامعة القاهرة سنة 1990
- معماري وكاتب وفنان تشكيلي وباحث فى الأثار الإسلامية .
- جائزة خاصة من الإتحاد العام للأثريين العرب
- عن مجمل الأعمال المعمارية وأبحاث لتنمية الوعى الحضارى والأثرى للطفل العربي لسنة 2020

مقدمة كتاب الخانقاه


في منتصف التسعينات من القرن الماضى ألتقيت بأحد الطلاب النابهين المهندس يوسف المرصفى الذى كان طالباً في برنامج الدراسات العليا بكلية الآثار جامعة القاهرة، وكم كان متميزاً ومتفوقاً وعاشقاً للتراث ومقدراً لمكانة أقرانه من المعماريين الذين سبقوه في أنجاز عمائر القاهرة المملوكية في نظم معمارى بارع أحار الألباب من كثرة مافيه من قيم إبداعية من الناحيتين الإنشائية والمعمارية، ولذلك ليس بغريب اليوم أن أكتشفه أديباً ومبدعاً في نظمه روايته المسماه «الخانقاه»، حيث جمع في نظمه بين ثِقل الحجر وجماليات التصميم وحلاوة التعبير، وكأنه يعيد نظم عمارة المماليك في جمل متناغمة ومتوازنة أشبه ما تكون بعملية توزيع الأحمال التي برع فيها المعمارى المملوكى، وليس هناك شك في أن المؤلف كان منبهراً وقت كتابته لهذه الرواية بتصميمات العمائر المملوكية وما تضمه من قيم جمالية وإنشائية وما ترسخ في نفسه من تشبع حقيقى بقيمة ومكانة المعمارى المملوكى وجمال تصاميمه على الرغم من بنائها داخل شبكة معقدة من الطرق والأزقة والحارات النافذة وغير النافذة إلا أن المعمارى قد نجح في معالجة منشآته متحدياً ومتجاوزاً كافة الصعاب من أجل الحفاظ على الطراز المعمارى وفق معايير ومتطلبات معمارية وإنشائية وقيم جمالية وحقوق عمران مما تطلب القيام بمجموع من المعالجات المعمارية الكثيرة والمعقدة كحفاظه على خط تنظيم الطريق و اتجاه القبلة على الرغم من تعارضهما في بعض الأحيان، إلى جانب إحترامه لحق الطريق حتى ولو كان صاحب المنشأة سلطاناً أو أميراً، و من هنا انطلق صاحب الرواية باختيار موفق لأحد أنواع العمائر الدينية الإسلامية وهى الخانقاة لتكون عنواناً صادقاً معبراً ينطلق منها في سرد بليغ ليوضح تطور عمارة المدينة الإسلامية داخل القاهرة ثم يستعرض مجموعة من تصاميم العمائر المملوكية محللاً لكل عنصر وموضحاً مكانة المعمارى وقدرته الفائقة على امتلاك أدواته والتعرف على مواد بنائه المستخدمة في عمائره وإختلاف محاجرها إلى جانب تمكنه من فهمه لطبيعة الأرض والتربة والموقع، وغير ذلك من متطلبات الإنشاء، والرواية في مجملها تمتلك أدبيات القصة بلغة معمارى عاشق ومسكون بحب التراث.

أحدث إصدارات دار اليوم الأول كتاب