25 أبريل 2024 09:51 16 شوال 1445
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
دنيا العرب

أردوغان يخرج من ليبيا إستعداداً للإنتخابات الرئاسية التركية

دنيا المال

إنقلب السحر على الساحر وبدأت تركيا تفقد سيطرتها في ليبيا لأسباب عديدة أولها هو قرب موعد الإنتخابات الرئاسية التركية والتي من المقرر أن تنعقد في النصف الأول من العام القادم، والتي ينوي الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان خوضها. هذا وتدور حرب سياسية داخلية في تركيا في ظل توحد الأحزاب المُعارضة في البلاد، الأمر الذي يشكل خطراً على فرص فوز أردوغان لفترة رئاسية ثالثة.

حيث أنه وبسبب تحركات أردوغان العسكرية خارج الأرضي التركية، فقد حزب العدالة والتنمية الحاكم شعبيته في البلاد بسبب سوء الأوضاع المعيشية الأمر الذي يُثير مخاوف جدية لدى الحزب من التأثير سلباً على رصيده الإنتخابي، هذا في ظل تحالف المعارضة المعروف بـ"تحالف الشعب" نجح في ضم كل من حزب المستقبل برئاسة أحمد داوود أوغلو، وحزب الديمقراطية والتقدم برئاسة علي باباجان، إلى صفوفه، وهو ما يشكّل خسارة لحزب العدالة والتنمية، لأن الحزبين جاءا من صُلب الحاضنة الشعبية لحزب العدالة والتنمية.

وبحسب التقارير الواردة من المرصد السوري لحقوق الإنسان، بدأت تركيا تسحب انصارها من الأرضي الليبية إلى سوريا، بسبب عدم مقدرة الجانب التركي على تسديد رواتبهم الذين تم جلبهم إلى ليبيا وفق إتفاقية أمنية بين الرئيس التركي ورئيس المجلس الرئاسي السابق بحكومة الوفاق، فايز السراج.

ومن بين الأسباب التي أدت إلى التراجع التركي في ليبيا، هو قرار رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في طرابلس، عبد الحميد الدبيبة، بإقالة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، وتعيين فرحات بن قدارة خلفاً له، ليكون هذا القرار ضربة قاضية للجانب التركي، الذي كان يعتمد وبشكل كبير على عائدات النفط الليبي التي يتم التلاعب بها بالتعاون مع مصطفى صنع الله، لدعم تواجد الميليشيات التركية في ليبيا.

وفي تقرير تحليلي نشره المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ومقره العاصمة الألمانية برلين ملامح تغيير تركيا لسياستها الخارجية بهدف تحقيق مصالح داخلية. التقرير أكد أن الهدف الرئيسي الحالي لأنقرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يتمثل في الإنخراط في عملية توازن جيوسياسية تعزز إقتصاد تركيا وتحمي مصالحها الأمنية قدر الإمكان. وإن التحدي الماثل الآن أمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو البقاء رئيساً للبلاد عبر إنتخابات الرئاسة في العام المقبل. مشيراً إلى أن هذا يتحقق من خلال إعادة علاقاته التجارية مع خصومه الإقليميين السابقين على الأرض الليبية.

ومن وجهة نظر الخبير والمحلل السياسي، محمد الفيتوري، تركيا فقدت سيطرتها في ليبيا بعدما نجحت الأمارات العربية المتحدة في إقناع كل من رئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، عبد الحميد الدبيبة، والقائد الأعلى للقوات المسلحة العربية الليبي، خليفة حفتر، إلى طاولة الحوار والتوصل إلى إتفاق نتج عنه إقالة مصطفى صنع الله، وتعيين فرحات بن قدارة المُقرب من الإمارات رئيساً للمؤسسة الوطنية للنفط، جعل من طموحات تركيا في ليبيا حلم بعيد المنال، وقد ترنحت تركيا من عرشها وبدأت تبحث عن سبل لتحسين علاقاتها مع المنطقة الشرقية عن طريق رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح.