23 أبريل 2024 14:09 14 شوال 1445
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
أمن قومي

توابيت الفراعنة ووزير الحرب الإسرائيلي ليبرمان

دنيا المال

دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للقيادة والشعب والأحزاب الإسرئيلية  للحفاظ على فرص السلام مع الشعب الفلسطيني وما سيترتب علي ذك من تغيير شامل في المنطقة العربية صدى قوي .

ليس فقط على مستوى القيادة بل على مستوى رجل الشارع والنخبة المثقفة التي بادرت بضرورة انتهاز الفرصة والتعامل معها بجدية .

البعض شبه هذه الدعوة في هذه الظروف بدعوة الزعيم المنتصر بطل الحرب والسلام "محمد أنور السادات " عندما اعلن عن استعداده للذهاب إلى أخر بلاد العالم من اجل تحقيق السلام وأنه مستعد للذهاب إلى الكنيست ذاته .

على الفور كان رد رئيس الحكومة الإسرائيلية " بنيامين نتنياهو " مرحبا بالدعوة بل ورحب بالدعوة أيضا زعيم المعارضة " اسحق هرتسوج " مطالب نتنياهو بالتعامل مع الدعوة بجادية .

وسائل الإعلام الإسرئيلية لم تكن بعيدة عن الحدث وتصدرت الصفحات الأولى للصحف العبرية والقنوات الإسرئيلية جزء من كلمة الرئيس السيسي .

وبدأت الصحف تزف اخبار تنم عن سعادة إسرائيل بالدعوة منها على سبيل المثال ما نشرته الصحف عن إعادة إسرائيل " توابيت فرعونية مسروقة من مصر " وقالت.

بعد أن دعا الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي الإسرائيليين إلى عدم التنازل عن فرصة السلام، اتضح أنّه وكبادرة من إسرائيل ستقوم يوم الأحد القادم للمرة الأولى بإعادة آثار مصرية كانت قد هُربت إلى البلاد من قبل سارقي آثار.

عبارة عن  غطاءين لتوابيت دفن مصرية قديمة - "توابيت" كان في داخلها في الماضي مومياوات قديمة. تم الإمساك بالغطاءين قبل نحو أربع سنوات من قبل مفتّشي وحدة منع سرقة الآثار خلال عملية تفتيش في المحلات التجارية في المدينة القديمة في القدس. وأضافة الأغطية القديمة مصنوعة من الخشب ومغطاة بطبقة من الجصّ، وعليها زينة وصور بالكتابة الهيروغليفية المصرية القديمة.

تم الإمساك بالتوابيت لفحصها وبعد فحص الخبراء، والذي تضمّن من بين أمور أخرى فحص تاريخها من خلال الكربون 14 لتحديد عمر الخشب، تقرّر بشكل قاطع أنّها مقتنيات أصلية عمرها آلاف السنين. يعود تاريخ أحد الغطاءين إلى ما بين القرن الثامن والعاشر قبل الميلاد (العصر الحديدي)، ويعود تاريخ الثاني إلى ما بين القرن الرابع عشر والقرن السادس عشر قبل الميلاد (العصر البرونزي المتأخر).

على ضوء حقيقة أنّها مقتنيات نادرة، مصنوعة من مواد عضوية، يتم احتجازها في هذه المرحلة لحمايتها في مختبرات سلطة الآثار في القدس في ظروف تحكّم في المناخ. وإشارت إلى أن توابيت الدفن الخشبية من هذا النوع وُجدت حتّى الآن في مصر فقط، وتم الحفاظ عليها بفضل المناخ الصحراوي الجافّ السائد هناك.

وفقا للاشتباه، فإنّ سارقي الآثار المصريين قد نهبوا قبورا قديمة في منطقة الصحراء الغربية في مصر، وبعد ذلك هرّب مجهولون الأغطية الخشبية من مصر إلى دبي، ومن هناك وجدت طريقها إلى إسرائيل عن طريق دولة ثالثة في أوروبا. بعد تحديد مكان التوابيت القديمة قدمت السلطات المصرية طلبا رسميا إلى إسرائيل لإعادة أغطية التوابيت المسروقة.على خلفية دفء العلاقات، قررت إسرائيل الاستجابة وسيتم تسليم التوابيت النادرة للسفير المصري الجديد حازم خيرت.

لكن على صعيد أخر كان الشرع الإسرئيلي على موعد مع حالة جدال كبيرة جاءت مواكبة لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتوقف للحفاظ على " فرصة السلام الحقيقي " وهي قرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بتعيين " افيجادور ليبرمان " وزيرا للدفاع وهو ما صاب الشرع السياسي بصدمة لما يعرف عن ليبرمان من أنه الرجل المتطرف سليط اللسان لمعادي للعرب وهو وزير حرب لا يصلح لهذه المرحلة التي يتم فيها الحفاظ على السلام وهو الذي سبق وأن طالب بضرب السد العالي في مصر ، وقال عن مبارك ليذهب رئيس مصر إلى الجحيم ، وطالب بإبادة الفسطنيين وطرد فلسطينيو 48 من الأراضي المحتلة .

الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي كتب في صحيفة هآرتس العبرية عقب إعلان عن ترشيح  " ليبرمان " من قبل نتنياهو كوزير للدفاع مقال تحت عنوان " إلى الملاجئ " قال فيه

أمس حدث شيء ما في اسرائيل ل يجب التهاون معه ولو للحظة ، فمجرد الاقتراح على ليبرمان بأن يكون وزير الدفاع الـ 18 لدولة اسرائيل هو رفع علم أسود لم يسبق أن رفع مثله وتجاوز لخط احمر لم يسبق أن تم تجاوزه. الحديث يدور عن اقتراح غير شرعي لأن ليبرمان هو شخصية غير شرعية في الأصل، حتى لو انتخب في انتخابات ديمقراطية. لاول مرة في تاريخ الديمقراطية يتحول خطر الفاشية الى أمر حقيقي وفوري ،والدولة توجد الآن في مواجهة من قد يضر بها الى درجة الدمار.وأضاف أمس تم استكمال الموضوع الذي بدأ قبل أربعين سنة." اليمين في الحكم"، وبعد لحظة ليبرمان سيكون وزيرا للدفاع.

وهاجم الكاتب اليسار لصمته وخاطب دول العالم التي تقوم بتسليح إسرئيل قائلا ما موقفكم الآن ووزير الدفاع الإسرائيلي هو ليبرمان العنصري .  وتسأل عن الشخص الذي اختارته "التايم" كواحد من المئة المؤثرين في العالم في 2009، لم يسبق أن أثر بالفعل. الآن سنحت له الفرصة وقد يستغلها  وتسأل الكاتب قائلا ماذا لو كان ليبرمان، ليبرمان؟ فسنشتاق الى بنيامين نتنياهو. واذا كان ليبرمان، ليبرمان ستشتعل المناطق مثلما لم تشتعل أبدا. واذا كان ليبرمان، ليبرمان فان كل عرب اسرائيل سيتحولون الى أعداء. واختتم مقاله بأن لأقنعة لأن قد سقطت عن وجه إسرائيل وتم تمزيقها نهائيا، لكن الثمن قد يكون باهظا ولا يمكن تحمله. يجب تهيئة الملاجيء لأننا قد نحتاجها قريبا.ورغم وجه نظر الكاتب الإسرائيلي فإن هناك تجهات اخرى ترى أن وجود رجل مثل " ليبرمان " بعنصريته المعروفة وتطرفه قد يسير في عكس الاتجاه وضربوا مثلا بقادة أمثال مناحم بيجن اليميني المتطرف هو ذته الذي وقع اتفقية " كامب ديفييد " واتفاقية السلام " مع الرئيس المنتصر أنور السادات ، وكذلك " اريئل شارون " لذي قرر الانسحاب أحادي الجانب من غزة فهؤلاء ما كان حد يتوقع أن يتخذوا هذه القرارات لذى ينتظر أن يحذوا " ليبرمان " بما  يعرف عنه وسط انصاره أنه رجل " برجماتي " يكيف قرارته وفقا للمصلحة .فأحوال المنطقة الآن لا يجدر بها ان تسير في اتجاه الحرب بل لابد من السيطرة على النيرن المشتعلة وليس من مصلحة إسرائيل أو غيرها زيادة اشعال النيران في المنطقة التي تحاول التخلص من أزمة تاريخية ضربت اجزاء كثيرة منها وتسببت في إزهاق أرواح الآلاف من البشر والرجوع بحضارات بلدان عريقة مئات السنين للخلف . 

ليبرمان إسرائيل الفراعنة السيسي السلام