29 مارس 2024 10:44 19 رمضان 1445
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
حارة اليهود

إسرائيل تحلم بالاستفادة من دول الخليج كجسر يخدم علاقاتها الاقتصادية مع الصين

دنيا المال

في دراسة نشرها معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي :

  • الصين استخدمت دبلوماسية الذئب المحارب فنجحت في وقف الهجوم الأمريكي والغربي على سياستها الخارجية .

  • أمريكا و الصين مجبران على حفظ  الاستقرار في الشرق الأوسط رغم تحول العلاقات بينهم من المشاركة الاستراتيجية إلى المنافسة الاستراتيجية.

  • إسرائيل تنظر لدول الخليج على أنها جسرتعبر عليه المشاريع الإسرائيلية الصينية الخليجية المشتركة .

  • إسرائيل تحاول إمسك العصى من المنتصف بالحفاظ على علاقتها الاسترتيجية بأمريكا وعلاقتها الاقتصادية مع الصين .

  • هناك مخاوف داخل إسرائيل من وجود قوي للصين في الشرق الأوسط بسبب علاقتها مع إيران .

  • هناك إحباط في دول الخليج تجاه سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، وهم يرون الولايات المتحدة كلاعب إقليمي أقل مصداقية .

 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ترجمة وتحليل 

إيهاب حسن عبد الجواد 

صحفي وباحث في الشئون الإسرائيلية والقانون الدولي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(هل هناك مجال لكل من الصين والولايات المتحدة في الشرق الأوسط، هل يجب أن تعلم إسرائيل والخليج من أن التعاون مع بكين سيضر بالعلاقات مع واشنطن ومدى تأثير القوة الصينية على المنطقة) تلك التساؤلات طرحتها دراسة مشتركة أعدت بواسطة (الدكتور جوناثان فولتون زميل أول في المجلس الأطلسي، ومحاضر أول في العلوم السياسية بجامعة زايد في أبو ظبي، السفير الدكتور إيال بروبر القنصل العام الإسرائيلي في شنغهاي (2017-2020) و الدكتور أحمد فهمي باحث أول في مركز الإمارات للسياسات (EPC).) وهي تعد جزءا من تعاون استراتيجي أطلقه المجلس الأطلسي (واشنطن) ومركز الإمارات للسياسات (أبوظبي) ومعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في (تل أبيب). المؤلفون على صلة بمجموعة العمل المعنية بفحص القوة الصينية والروسية في الشرق الأوسط. الآراء الواردة هنا هي آراء المؤلفين أنفسهم وليست من المؤسسات التي ينتمون إليها . وتهدف تلك الدراسة إلى تسليط الضوء على العلاقات بين الصين والشرق الأوسط من المنظور الأمريكي والإسرائيلي والخليجي ممثلا في الإمارات .

- المنظور الأمريكي للعلاقات بين الصين والشرق الأوسط


يجب فحص منظور الولايات المتحدة حول وجود الصين في الشرق الأوسط في السياق العالمي للعلاقات بين القوتين. فهناك مناطق في العالم تتنافس فيها مصالح الطرفين، لكن الشرق الأوسط ليس بالضرورة أحدهما. تهتم كل من الولايات المتحدة والصين بشرق أوسط مستقر، تتدفق منه الطاقة إلى الأسواق العالمية والحفاظ على حرية الملاحة في طرق الشحن الحيوية. باستثناء إيران، فإن أقرب شركاء الصين في المنطقة هم شركاء وحلفاء للولايات المتحدة، وهي حقيقة تؤكد تفضيل بكين للحفاظ على الوضع الإقليمي الراهن. علاوة على ذلك، يبدو أن هناك مجالًا لتنسيق السياسات بين الولايات المتحدة والصين في تقديم حلول للقضايا الإقليمية المتنازع عليها، طالما أنهما يمكنهما فصل القضايا الإقليمية والعالمية.


سياسياً، هذا ليس بالوضع البسيط، بعد أن ساهم البلدان في تدهور العلاقة بينهما. في عهد الرئيس (شي جين بينغ)، تبنت الصين سياسة خارجية أكثر حزما، سواء في بياناتها أو مضمونها. لقد أبدت استعدادًا للرد على الانتقادات، ولم يساهم ظهور «دبلوماسية الذئب المحارب» العدوانية في أجزاء أخرى من العالم في تحسين صورتها الإيجابية، خاصة عندما يستخدمها المسؤولون على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر رسائل معادية ومهينة للدول الكبرى وليست الضعيفة بين الحين والآخر.وهي تلك الدول التي يرونها غير منصفة للصين. من جانبها، اتبعت إدارة ترامب سياسة عدائية تجاه الصين، عكست التغيير بين الأحزاب في الموقف الأمريكي من بكين. بالنسبة للحكومات الأمريكية، تم تشكيل السياسات تجاه الصين في الماضي على أمل أن يؤدي تعميق العلاقات الاقتصادية والسياسية في النهاية إلى مزيد من الانفتاح، مع تلبية القيم والمصالح الأمريكية. ومع ذلك، فإن صعود ( شي جين بينغ) وتحول بكين نحو نظام أكثر استبدادًا وصرامة وضع حدًا لهذا الرأي والنهج القائم عليه، واستبدلت المشاركة الاستراتيجية بالمنافسة الاستراتيجية.

هذا الوضع يجعل من الصعب على القوتين الحفاظ على علاقة تشاركية في الشرق الأوسط، على الرغم من أنها ليست مهمة مستحيلة بعد. يمكن النظر إلى النهج الصيني النموذجي لزيادة وجودها في المنطقة - دبلوماسية الشراكة الاستراتيجية، ونمط التعاون ثلاثي المراحل (1 + 2 + 3) لاستهداف القطاعات الرئيسية لتطوير العلاقات الثنائية مع الدول العربية - على أنه مكمل لـ المصالح الأمريكية في المنطقة، وليس كتحدٍ لها.في الوقت الحالي، يبدو أن كل جانب من جوانب التدخل الصيني في الشرق الأوسط يثير مخاوف سياسية أو أمنية في واشنطن . عندما اقتصرت تطلعات الصين الإقليمية على أن تكون شريكًا تجاريًا أو الدخول في عقود اقتصادية، لم يكن لدى الولايات المتحدة أي مشكلة. ومع ذلك، بينما عززت الشركات الصينية التعاون التكنولوجي وزادت من وجودها في المنطقة، زاد قلق الولايات المتحدة بشأن تداعيات تعزيز الصين لمكانتها في المنطقة.ستتطلب هذه المسألة مشاركة دبلوماسية كبيرة خلال إدارة بايدن. لن تترك الصين الشرق الأوسط فحسب، بل ترى دول المنطقة بإيجابية وجود قوة أخرى فيه، مهتمة بالاستثمار والبناء والتجارة معها. في ضوء ذلك، سيتعين على الولايات المتحدة والصين إيجاد طريقة للعمل معًا في الشرق الأوسط. البديل - تحويل المنطقة إلى ميدان منافسة بين القوى، غير مرغوب فيه لأي من الجانبين.

 

- المنظور الإسرائيلي للعلاقات بين الصين والشرق الأوسط


لا يوجد في الشرق الأوسط حليف أقرب للولايات المتحدة من إسرائيل، وتدرك الصين جيدًا العلاقات الاستراتيجية العميقة بين إسرائيل والولايات المتحدة. في الوقت نفسه، تم الحفاظ على صورة إسرائيل في الحزب الشيوعي الصيني وبين الجمهور الصيني كدولة قوية ومهمة ومستقرة في المنطقة، مع قدرات إبداعية فريدة من نوعها في مجال الابتكار التكنولوجي والعلمي. بعد إقامة العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والصين في عام 1992، كان هناك عدد من كبار المسؤولين الصينيين والباحثين الذين اعتقدوا أن العلاقات الجيدة مع إسرائيل يمكن أن تساعد الصين على اكتساب تعاطف واشنطن - وهو جانب آخر من بين أمور أخرى، على الصين.من وجهة النظر الصينية، فإن حقيقة أن إسرائيل حليف قوي للولايات المتحدة لا ينبغي أن تمنع الصين نفسها من تنمية العلاقات التجارية معها من خلال القنوات المدنية على الرغم من عدم معرفة الإسرائيليين بالصين، يشك الكثيرون في إسرائيل ووسائل الإعلام الإسرائيلية في نواياها في الشرق الأوسط بشكل عام ونوياها تجاه إسرائيل بشكل خاص. إنهم يقارنون الدعم الأمريكي المستمر لإسرائيل بعدم دعم الصين لإسرائيل وتصويتها التلقائي جنبًا إلى جنب مع الدول العربية والإسلامية في المحافل الدولية، ويميلون إلى الاعتقاد بأن الصين لا تفهم حقًا أو تبدي اهتمامًا بالمخاوف الوجودية لإسرائيل، خاصة فيما يتعلق بالأنشطة التخريبية الإيرانية في المنطقة.


على الرغم من أن الصين فخورة بقدرتها على الحفاظ على علاقات متوازية مع دول الشرق الأوسط، وبعضها أعداء - مثل إسرائيل وإيران - إلا أن إسرائيل لا تنظر إلى ذلك نظرة إيجابية، وأي معرفة بتعزيز التعاون الاستراتيجي بين الصين وإيران هي مدعاة للقلق. في الوقت نفسه، تدرك إسرائيل الأهمية الاقتصادية للصين، كونها ثاني أكبر شريك تجاري لها . في ضوء ذلك، تسعى إلى استمرار التعاون المدني- الاقتصادي معها في المجالات غير الحساسة، مع إيجاد توازن بين الاحتياجات الاقتصادية والاهتمامات الاستراتيجية. وفقًا لذلك، في المستقبل المنظور، ستبقى إسرائيل ملتزمة جدًا بعلاقتها الاستراتيجية الخاصة مع الولايات المتحدة، مع الحفاظ على قنوات الاتصال مع الصين ومحاولة تعزيز مجالات التعاون التجاري - المدني. قد تؤدي «اتفاقيات إبراهيم» إلى طريقة جديدة للتعاون الاقتصادي، حيث قد تعمل دول مجلس التعاون الخليجي كجسر لمشاريع جديدة مع شركاء إسرائيليين وصينيين، وتؤدي إلى توسيع التعاون المدني بين الصين والمنطقة.

 

- وجهة نظر دول الخليج في العلاقات بين الصين والشرق الأوسط


تبلورة العلاقات بين دول الخليج العربي والصين خلال الفترة الماضية إلى علاقة تهدف إلى الحفاظ على التنمية الاقتصادية لكلى الجانبين. وفيما يتعلق بالأهداف الاستراتيجية، تتفق الصين ومعظم دول الخليج على الهدف النهائي - تعزيز الاستقرار في المنطقة. الإجماع الفعلي بينهما ينبع من بين أمور أخرى، من حقيقة أن كلا الجانبين يدركان أن نظام الدفاع الأمريكي هو حاليًا الضمان الوحيد للحفاظ على الوضع الإقليمي الراهن ويعد الموقع الاستراتيجي لمنطقة الخليج أمرًا بالغ الأهمية لربط الممرات الاقتصادية ومشاريع البنية التحتية بين آسيا وأوروبا، بما في ذلك كجزء من مبادرة الحزام والطريق الصينية (BRI). تعزز «الاتفاقيات الإبراهيمية» الموقعة بين الإمارات العربية المتحدة والبحرين وإسرائيل التحالف الإقليمي بقيادة الولايات المتحدة.

ومع ذلك، فإنها تعزز أيضًا فرص التعاون الوثيق بين الصين ودول الخليج وإسرائيل، في المجالات الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية يأتي ما يقرب من نصف واردات الصين من النفط من الشرق الأوسط. لم تترك ثورة الصخر الزيتي في الولايات المتحدة لدول الخليج أي خيار سوى النظر إلى الشرق - ديناميكية جديدة قد يُنظر إليها على أنها نقطة تحول في العلاقات الاقتصادية، للتحول من القوى الصناعية القديمة إلى الاقتصادات الجديدة في آسيا.خلقت المنافسة الاستراتيجية بين الصين والولايات المتحدة معضلة في دول الخليج. في الوقت نفسه، أظهرت أقوى الدول في المنطقة - المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة - مؤخرًا بعض الإحباط تجاه سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وهم يرون الولايات المتحدة كلاعب إقليمي أقل مصداقية، حتى أن أزمة كورونا وتداعياتها فاقمت المعضلة بين دول الخليج حول طبيعة سياساتها الاستراتيجية فيما يتعلق بالعلاقات بين الصين والولايات المتحدة هذا لا يعني أن دول الخليج تتوقع أن سياسة الصين الخارجية الأكثر حزماً في عهد الرئيس شي جين بينغ ستُترجم قريبًا إلى صراع للإطاحة بالولايات المتحدة من موقعها كراعٍ لأمن الخليج. تراقب دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بقلق أهمية بعض سياسات وروايات الولايات المتحدة عبر الإدارات المختلفة فيما يتعلق بالتزام واشنطن بأمنها. قد يمنح صعود الصين وتوسع علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع المنطقة فرصة كبيرة لدول الخليج للضغط على الولايات المتحدة لإظهار التزام أكثر أهمية بأمنها واستقرار أنظمتها وأجندتها الإقليمية. على الرغم من أنه يمكن للصين والولايات المتحدة الاتفاق على العديد من المبادئ الإقليمية الرئيسية - وأبرزها الاستقرار وحرية الملاحة - فمن المتوقع أن تشتد المنافسة في الشرق الأوسط، بسبب تنامي مركزية المجال التكنولوجي في علاقات الصين مع دول الخليج. بالإضافة إلى ذلك، فإن النمو المتسارع لمصالح الصين في المنطقة سيضيف حتماً طبقة أمنية لدور الصين.

- استنتاجات


بعد مرور عقد على الموجة الأولى من الانتفاضات في العالم العربي، يمر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمرحلة انتقالية، حيث تستمر القضايا المتعلقة بطبيعة الحكومة والتنمية الاقتصادية في احتلال التركيز في العديد من بلدان المنطقة. يواجه نظام الشرق الأوسط تحديًا على خلفية التنافس الشرس الذي يميز الكثير من السياسات الإقليمية وتسرب الصراعات العرقية والوطنية الدموية في سوريا واليمن وليبيا. في الوقت نفسه، يحدث تغيير أوسع على المستوى العالمي، حيث يتعرض النظام العالمي بقيادة الولايات المتحدة لضغوط في ظل صعود الصين. في الصورة الإجمالية، تضيف كل هذه التحديات إلى مجموعة كبيرة من التحديات لبلدان الشرق الأوسط، مما يجعل المنطقة إشكالية للملاحة المشتركة للولايات المتحدة والصين. من ناحية أخرى، الأخبار ليست سيئة تمامًا، والعلاقات الدبلوماسية الجديدة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان، تبعث على التفاؤل وتتيح أيضًا فرصًا للتعاون في مواجهة التحديات المشتركة.

 

دبلوماسية الذئب المحارب


أدت الظروف الدولية المحيطة بالصين والسياسة الخارجية للولايات المتحدة والدول الغربية إلى إتخاذ الصين في السنوات الأخيرة نهجاً جديداً في دبلوماسيتها تجاه كثير من الدول، كالولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا والبرازيل وبعض الدول الغربية الكبرى وهي دبلوماسية أطلق عليها (دبلوماسية الذئب المحارب  Wolf Warrior Diplomacy) «الذئب المحارب» اسلوب يستخدم فيه الدبلوماسيون الصينيون وسائل التواصل الاجتماعي للدفاع عن اتهام الصين بتسبب في وباء كورونا ودفع كل الشكوك حول حقيقة ما حدث في ووهان عبر نشر تغريدات وتعليقات من سفاراتها حول العالم. و الرد على الحملة الشرسة بنفس القدر الذي يتلقونها تجاه بلادهم أو الحزب الشيوعي. وقد لخص وزير الخارجية، (وانغ يي) هذه الدبلوماسية الجديدة للصين في مؤتمر صحفي بقوله "نحن لا نختار القتال أبداً، ولا نستقوي على الآخرين، ولكن في الوقت نفسه لدينا مبادئ وشجاعة كما سنقاتل بالتأكيد ضد أي افتراء خبيث للدفاع عن الشرف والكرامة الوطنيين." وهو ما صرح به أيضاً، سفير الصين لدى المملكة المتحدة في السياق نفسه رداً على منتقدي بكين في أوروبا عبر تغريدة حول مصطلح (الذئب المحارب) بأن سياسة الصين مستقلة للسلام، لكن في بعض الأحيان هناك حاجة إلى يد قوية، مضيفاً حيث يوجد ذئب هناك محارب.هذا الأسلوب يعد تحولاً وانتقالاً من دبلوماسية هادئة محافظة إلى اعتماد الرد العنيف وإبراز الشخصية القوية للصين.

وبالرغم من انتهاج الصين لهذا الأسلوب الدبلوماسي الجديد منذ عام 2015 إلا أنه لم يظهر بشكل جلي إلا بعد انتشار فيروس كورونا ومحاولة الولايات المتحدة الأمريكية إلصاق التهمة بالصين فمنذ انتشار الوباء أصر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، على إطلاق مصطلح ?الفيروس الصيني? على كورونا، ووجه اتهاماته المتكررة للصين بإخفاء ما تمتلكه من معلومات حول الفيروس عن العالم، وبعدم المصداقية في الإفصاح عن أعداد المصابين به والوفيات الناجمة عنه.

فدخل بذلك ملف فيروس كورونا، كوفيد 19 الذي تحول إلى وباء عالمي، مرحلة جديدة من الغموض والصراع الدولي بين الصين والغرب، وذلك بعدما بدأت كل من فرنسا البرازيل الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية حملة منسقة بتحميل الصين المسؤولية المادية والمعنوية عن انتشار الفيروس. في المقابل، رفضت الصين الاتهامات الأمريكية كافة، حيث ذهبت للرد من خلال المتحدث باسم الخارجية الصينية في تصريح مفاجئ بأن الولايات المتحدة هي من جلبت الفيروس الى الصين عبر تغريدة قال فيها «متى ظهر المرض في الولايات المتحدة» كم عدد الناس الذين أصيبوا به؟ ما هي أسماء المستشفيات؟ ربما جلب الجيش الأمريكي الوباء إلى ووهان، تحلوا بالشفافية وأعلنوا بياناتكم، أمريكا مدينة لنا بتفسير.

أيضاً، أثارت الدعوة التي أطلقتها أستراليا لإجراء تحقيق بشأن الجائحة غضب الصين حيث هدد السفير الصيني بمقاطعة المستهلكين للمنتجات الأسترالية بعدما دعت أستراليا إلى فتح تحقيق حول أسباب ومنشأ الفيروس. كما ردت السفارة الصينية في إسبانيا عبر تغريدة بأن حرية التعبير لها حدود رداً على سياسي يميني متطرف نشر مقطعاً مصوراً حول ?الأجسام المضادة الإسبانية التي تحارب الفيروسات الصينية اللعينة

بذلت الصين، في عهد الرئيس شي جين بينغ، جهوداً منسقة لتحسين صورتها في الخارج، حيث ضخت أموالاً في وسائل الإعلام الرسمية لتبث بلغات مختلفة إشادة بدور الرئيس في توجيه البلاد خلال الأزمة، هذا من جهة. واستبدل الرئيس الصيني شعار ?الصعود السلمي?، الذي كانت تعرف به الصين في الماضي، بشعار «حلم الصين» إذ ارتكزت الاستراتيجية على تعزيز دور الصين ومكانتها على المستويين الإقليمي والدولي، كما حثت حكومته دبلوماسييها على متابعة «دبلوماسية الدول الكبرى ذات الخصائص الصينية»، أي دعوة للصين لإعادة تأكيد وضعها التاريخي كقوة عالمية.وقامت الصين بتقديم مساعدات للعديد من دول العالم مستغلة ضعف العمل الأوروبي المشترك في مواجهة الوباء والإنكفاء الأمريكي، حيث تبرعت بكين بمئات الآلاف من أجهزة التنفس واختبارات الفيروسات للعديد من الدول كالفلبين وباكستان، كما أرسلت فرقاً طبية إلى إيران والعراق والجزائر، وقدمت قرضاً بقيمة 500 مليون دولار لمساعدة سيريلانكا لمكافحة الوباء، بالإضافة إلى عدد من دول أفريقيا وأوروبا بتقديمها مليوني قناع جراحي و200 ألف قناع متقدم و50 ألف مجموعة اختبار. ختاماً، لقد استثمرت الصين خلال هذه الأزمة وحولتها لصالحها، لكنها لا تزال أمام معركة شاقة على الصعيد الدولي في كسب أصدقاء كثر؛ بالتالي، إن مهمتها ستكون صعبة لتحسين صورتها دولياً لأن قوة الصين الناعمة لا تزال ضعيفة .

الصين إسرائيل الخليج الذئب المحارب