«دنيا المال» نكشف الدور الخفي لإسرائيل في السيطرة على عقول أطفال مصر بلعبة «PUPG»

• شركة إسرائيلية تربح 22 مليون دولار وتجند 65 شخصاً في فريقها للعمل بمنصاتها الإلكترونية 
• * منظمة الصحة العالمية لعبة (PUPG) عنيفة وتسببت في جرائم قتل وحالات طلاق بعدة دول

لاشك أن الغالبية العظمى من الأباء والأمهات أصبحوا عاجزين عن المتابعة الكاملة لأطفالهم طوال ساعات النهار والليل أثناء قضائهم أوقات طويلة يمارسون فيها التنقل بين الألعاب الإلكترونية و فيديوهات اليوتيوب متعددة الثقافات، والتي يعتبر أغلبها غريباً عن مجتمعاتنا العربية .. الخطورة تكمن في الفارق الرهيب بين سرعة أطفالنا وبطئ حركتنا في ملاحقتهم في مدمار سباق الحياة التكنولوجية ، فالجميع يعترف ـ بل ويتفاخر في كثير من الأحيان ـ بأن أطفاله يفهمون في تكنولوجيا المحمول والبرامج ومواقع التواصل الاجتماعي أكثر منه ، دون أن ندرك حجم وخطورة الفجوة التي تتسع يوماً بعد يوم بيننا وبين أبنائنا.. وكأننا أصبحنا بالفعل في كوكب وهم في كوكب آخر .

الأوروبيون تنبهوا كعادتهم مبكراً لهذه القضية الهامة فقاموا بإنشاء ما يعرف باسم (PEGI) Pan European Game Information)، أي ال ـ بـ (بي إي جي) ويعني معلومات الألعاب الأوروبية وهو نظام أوروبي لتقييم محتوى ألعاب الفيديو الذي أنشئ لمساعدة الآباء على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن شراء ألعاب الكمبيوتر مع شعارات على صناديق الألعاب.

تم تطويره من قبل الاتحاد الأوروبي للبرمجيات التفاعلية (Interactive Software Federation of Europe أو ISFE) ودخلت حيز الاستخدام في أبريل 2003؛ حلت محل العديد من أنظمة التقييم الوطنية مع نظام أوروبي موحد.

نظام الـ بي إي جي آي يستخدم الآن في أكثر من ثلاثين بلداً، وهو مقتبس من مدوّنة قواعد السلوك، التي يجب على كل ناشر باستخدام نظام الـ بي إي جي آي وللأسف كانت المنطقة العربية تعتمد على أوصاف المحتوى لتعليمات PEGI باللغة العربية حتى سنة 2013م.

والمدونة كانت تنشر رموزاً تحذيرية مرتبطة بأعمار الأطفال وما يسمح بالإطلاع عليه فمثلا كانت هناك رموز توضع على الألعاب التي تحتوي على مشاهد عنف وألفاظ أو مشاهد لايسمح للأطفال في سن معين من مشاهدتها . ويعد هذا أمراً إجبارياً على الشركات المنتجة أن تلتزم .

في الأونة الأخيرة انتشرت في كافة دول العالم عدة ألعاب عنيفة أشهرها لعبة (PUBG) وتعني ساحات معارك اللاعبين المجهولين، صدرت اللعبة في 23 مارس 2017، وهي متوفرة على أجهزة (ويندوز)(إكس بوكس ون) وصدرت نسختان في أوائل سنة 2018 لمنصتي (آي أو إس) (?أندرويد) من تطوير شركة( تينسنت) والتي قامت بالتعاون مع شركة (بلو هول) لإصدار اللعبة على الهواتف المحمولة، وتعمل بنفس المحرك الذي تعمل به النسخة الأصلية. تم تطوير النسخة الأصلية من قبل شركة (بلوهول) على محرك (أنريل إنجن 4) وهي تحتوي على اللغة العربية .

يتم اللعب بأسلوب التصويب من منظور الشخص الأول أو الثالث ، ويصل عدد اللاعبين إلى 100 لاعب كل منهم يهدف لأن يكون الناجي الأخير. يمكن للاعبين الاختيار بين الخوادم التي يكون فيها اللاعب وحده وليس ضمن فريق معين ، أو الخوادم التي تسمح للمشاركة بشخصين في الفريق أو أربعة .في كل الحالات ، آخر شخص أو فريق باق على قيد الحياة يفوز بالمباراة.

في بداية كل مباراة يقفز اللاعبون من طائرة بالمظلات على جزيرة دون أن يكون بجعبتهم أى عناصر.

بمجرد هبوطهم، يمكن للاعبين البحث في المباني وغيرها من المواقع للعثور على الأسلحة، المركبات، وغيرها من المعدات، والتي يتم توزيعها عشوائيا في جميع أنحاء الخريطة في بداية المباراة.

تحدثت تقارير صحفية عن تأثير ألعاب الموبايل، وأبرزها لعبة «PUBG» التي سبّبت الطلاق في بعض البلدان، كما تسببت في معارك واشتباكات بين شباب انتهت بارتكاب جرائم قتل .

تقارير، منظمة الصحة العالمية، أكدت أن للعبة نتائج سلبية كبيرة، من أبرزها «الإدمان» و»العصبية والاستفزاز» و»العزلة الاجتماعية» و«تفكك الأسر» في مارس 2019 ، تم حظر ببجي في ولاية (جوجارات) الهندية بعد أن قررت الحكومة المحلية أن اللعبة تحولت إلى ما يشبه (الإدمان ومليئة بالعنف) وفرض الحذر حتى انتهاء موسم الامتحانات .

تم فرض حظر مماثل في نيبال والعراق في أبريل 2019 ، مع ذكر الأسباب أن اللعبة كانت ضارة بالأطفال والمراهقين.

رفعت المحكمة العليا في نيبال الحظر مؤخراً ، قائلة إن الحكومة لا يمكنها فرض مثل هذا الحظر الذي يتعارض مع الحريات الشخصية دون إظهار سبب الحظر.

فى منتصف عام 2019 ، أصدر الأردن ومقاطعة آتشيه الإندونيسية حظرا مماثلا.أما إسرائيل فقد سمحت للشركة الناشئة التي تعمل مع أكبر شركات الألعاب في العالم بالتوسع في نشر اللعبة حيث قامت شركة Israel Overwolf) ـ إسرائيل أوفر وولف ) بإنشاء منصة تتيح للمطورين المستقلين إنشاء وتوزيع تطبيقات لألعاب الكمبيوتر الحالية ، بما في ذلك Fortnite و PUBG .

في تصريح صحفي هذا الأسبوع قال (أوري مارشان) ، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لـ Overwolf لقد قمنا بتطوير وتشغيل منصة تتيح للمطورين المستقلين إنشاء تطبيقات للألعاب الحاسوبية الحالية ، والتي كانت حتى وقت قريب متاحة فقط من خلال مواقع ويب مخصصة «نحن نبني مهنة جديدة للمطورين والألعاب».

وتعد منصة تكنولوجيا الشركة بالفعل موطنًا لتطبيقات وإضافات ألعاب الكمبيوتر الشائعة ، بما في ذلك و Fortnite و PUBG. العنيفة .. وتتيح لك أدوات Overwolf قراءة الأحداث التي تحدث داخل اللعبة واستخدامها ، حتى تتمكن عناصر واجهة المستخدم من الاستجابة لما يحدث للاعب في الوقت الفعلي وتقديم معلومات محدثة.

ويضيف مدير الشركة الإسرائيلية : «على غرار YouTube ، يمكن للناس أن يتعرّضوا للترويج لأنفسهم ، فنحن نوفر الأدوات للأشخاص الذين لديهم حب للألعاب والدراية التكنولوجية ، ونسمح لهم بجني الأموال منهم».

ويؤكد أنه على عكس سوق الأجهزة المحمولة ، كانت المنصة في عالم الكمبيوتر المنزلي مفقودة أما الآن «فنحن الطريقة الآمنة والبسيطة والسريعة للمطورين المستقلين أو الشركات المستقلين الذين يعملون لحسابهم الخاص لتلبية احتياجاتهم واختراق السوق بمنتجاتهم ، لقد أنشأنا متجر توزيع كما قدمنا أدوات لبناء المحتوى.

ومن المعروف أن الشركة الإسرائيلية نجحت في تحقيق مكسب بلغ 22 مليون دولار حتى الآن ، و توظف أكثر من 65 من أعضاء الفريق في إسرائيل وحول العالم . وتستثمرها إنتل وتعمل بالتعاون مع كبرى شركات الألعاب العالمية في مجال الألعاب.

ويستطرد «معظم المحتوى الذي يأتي هو من طرف ثالث ، وهناك أيضًا تطبيقات نطورها بأنفسنا»، ونحن نتشارك مع كبرى شركات الألعاب حتى لا يكسر توازن القدرة التنافسية للعبة ، والذي سيكون منتجًا عالي الجودة،وخدمة للاعبيهم ، الذين يستمتعون باللعبة أكثر «أدى تعاون الشركة مع شركة Intel إلى إنشاء صندوق استثماري بقيمة 7 ملايين دولار لتمويل الشركات الناشئة والاعبين المستقلين.

«تقدم المؤسسة منحا تتراوح بين (100ألف دولار إلى 150 ألف دولار )» وأنهى تصريحه بقوله هناك الكثير من الشركات الناشئة التي ترغب في الدخول إلى المجال ونريد تشجيع ذلك وبناء نظام بيئي محلي.

خطورة هذا بالنسبة لمصر والعالم العربي واضحة فسيطرة منصات الشركات الإلكترونية الإسرائيلية على سوق الألعاب في المنطقة العربية يشكل خطوة على التحكم في التوجهات الثقافية والعقلية لأطفال العرب والتأثير على مستقبل المنطقة في خضم هذا الصراع التكنولوجي الذي تخطوا فيه إسرائيل خطوات واسعة جدا بينما نظل نحن بعيدون تماما عن هذه الساحة .