28 مارس 2024 22:07 18 رمضان 1445
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
حارة اليهود

عكاشة .. شماعة إسرائيل لطرد النواب العرب من الكنيست

دنيا المال

اصطياد في الماء العكر .. لا يقوم به إلا رجال سياسة فاشلين في إسرائيل وحدها.فمازالوا  يتعاملون في هذا العصر ــ  بمنظور قديم ـــ رغم ما حدث في المنطقة العربية من تغيرات هي الأسواء على مدار تاريخ أمتنا .

مازالت إسرائيل تتعامل مع ما يحدث في مصر على أنه رد فعل لما يحدث في الأراضي المحتلة من انتهاكات ــ قديما كان هذا صحيح ــ .

أما الآن فقد تغيرت الكثير من الأوضاع السياسية والأمنية وتحركت الخريطة الجغرافية والسكانية ومعها خريطة المصالح أيضا ، بل وخريطة التفكير داخل عقلية الأجيال الجديدة في مصر .

فرغم أن مصر لم ولن تتخلى عن الشعب الفلسطيني وقضية الأمة العربية وسوف تظل تساعد بكل قوة في استعادتهلحقوقه الكاملة .

إلا أنه من الغباء أن يتعامل المجتمع الإسرائيلي مع ما يحدث في الشارع المصري بشأن التطبيع على أنه رد فعل لما يحدث على أرض فلسطين .

ما لا يعلمونه هناك أنه حتى لو تغير الوضع داخل الأراضي المحتلة فلن يقوم الشعب المصري بالهرولة نحو إسرائيل لتقديم الشكر من خلال هدية على طبق فرعوني ثمين . فالضيف الذي فر من أرض مصر بعد سرقة ذهب وأموال جيرانه المصريين الذين استضافوه في بلادهم ونعم داخلها بخيرات مصر ونيلها وليلة خروجه سرقنا لا يمكن أن يخدعنا من جديد .

فلا مخطط التطبيع سينطلي على المصريين ولا إعادة الحق للشعب الفلسطين سيكون ثمن للتطبيع مع دولة هي العدو الاستراتيجي رقم "1" لمصر بما تفعله هي من محاولات لتوسيع رقعة أراضيها من النيل للفرات وفقا لعقيدة دينية .

ولن يتمكن أي سياسي في إسرائيل سواء كان يساري أو ليبرالي أن ينتزعها من عقلية الملايين من الإسرائيليين المتشددين .

وفي المقابل لا يمكن لملايين المصريين أن ينسوا هم أيضا العقيدة اليهودية التي تطالب أصحابها باحتلال أرض مصر .

وكالعادة ومع استخدام قياس خاطئ خرج مجموعة من الكتاب والسياسيين الإسرائيليين وأعضاء الكنيست بدعوات لا صلة لها بما حدث في مصر ، من ردود فعل بالشارع المصري أو توجه لرجال البرلمان المصري بالتصويت على إسقاط عضوية البرلماني المصري توقيق عكاشة بعد لقاءه في بيته بالسفير الإسرائيلي " حاييم كورين " الذي طالب الرحيل من مصر قبل انتهاء مدته بحجة أنه يعاني من المقاطعة ولم يتمكن من اتمام مدة الـ 4 سنوات .

وعلى خلفية ذلك خرجوا مطالبين بالتخلص من النواب العرب داخل الكنيست الإسرائيلي وكأن توفيق عكاشة وأزمته تحولت إلى الشماعة التي يعلق عليها أعضاء الكنيست الإسرائيلي أخطائهم .

للأسف الإسرائيليين مصابين بقصور شديد في النظر ولم يصبحوا قادرين على رؤية صورتهم الحقيقية كما يراها العالم الخارجي بعد الحديث عن "قانون يعرض ظاهرة الديمقراطية المزعومة في الاسرائيليللخطر.

آلا وهو "تعليق عضوية النواب العرب "،أو قانون "تنحية النواب العرب "من الكنيست ممن تراهم إسرائيل " سيئين " هذا القانون الذي من المنتظر أن يضر ليس فقط بالعلاقة بين  العرب واليهود بل بين اليسار الإسرائيلي والليبراليين هناك .

إن ما يحدث الآن في إسرائيل من تنحية لعرب فلسطين الحاملين للجنسية الإسرائيلية من داخل الكنيست لهو أكبر دليل على صحة ما قام به المصريون في الشارع المصري وإعلانهم القاطع لرفض التطبيع على المستوى الشعبي .

فإذا كانت إسرائيل تريد مقاطعة مع نواب يحملون الجنسية الإسرائيلية يعيشون على أرض واحدة لمجرد الخلاف معهم .. فكيف تطالبون المصريون بالتطبيع مع شعب قتل أبناءه واستمر في التخطيط لتدمير بلاده وهو مختلف معه في العقيدة واللغة والطموح والأحلام .

كيف تقيسون أزمة إسقاط عضوية توفيق عكاشة المصري داخل البرلمان المصري بنداء  من الشعب المصري .. وبين طرد نواب عرب منتخبون يحملون الجنسية الإسرائيلية من الكنيست .. هذا يسمى عند العقلاء قياس مع الفارق .. انظروا إلى أنفسكم أولا ثم طالبوا بالتطبيع معنا .

 

 

 

الكنيست توفيق عكاشة النواب العرب