19 أبريل 2024 14:52 10 شوال 1445
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
مقالات

إنشاء المنتدى المصرى للدراسات الإسرائيلية

دنيا المال

هذا المنتدى العلمى أسسته بالمشاركة مع كل من د. طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية البارز، واللواء محمد عبدالمقصود، الضابط المثالى العاشق لرسالته العلمية كأحد الذين شغلوا موقع المسؤولية عن البحوث الإسرائيلية بالمخابرات العامة قبل خروجه للمعاش، والحريص على نقل خبراته للأجيال الجديدة تطوعا.

 

بعد مرحلة التأسيس دعوت لتسيير المنتدى خبراء مصريين من المستوى الرفيع الذين خبروا إسرائيل نظريا وعمليا من خلال عملهم، وهم: رفيق الشباب اللواء عمر قناوى، رئيس الخدمة السرية بالمخابرات العامة قبل خروجه للمعاش، والصديق الباحث المدقق اللواء وائل ربيع، رئيس فرع المعلومات الأسبق بالمخابرات العسكرية، والخبير المصرى رفيع المستوى في الشؤون الإسرائيلية اللواء نادر الأعسر، الذي تلى اللواء قناوى في منصبه، وجميعهم من أصدقائى الأعزاء ومن رفاق الخندق الوطنى البواسل ومن أصحاب الحس الوطنى ويمتلكون الحافز الشخصى لخدمة الوطن بكل الصور المتاحة.

 

 

بالإضافة لهذه الكوكبة أعتزم دعوة بعض سفرائنا الذين خدموا في إسرائيل للانضمام إلى فريق الخبراء وتعزيزه بخبراتهم الدبلوماسية والسياسية، وقد أدعو بعض رجال الأعمال من ذوى نفس الخبرة.

 

 

اسمحوا لى أن أعرّفكم بالمنتدى المصرى للدراسات الإسرائيلية.. إن رسالته بسيطة الصياغة مركبة المحتوى، وخلاصتها أن الجيل المخضرم من المتخصصين المصريين في الدراسات الإسرائيلية يلاحظ تراجع أهمية هذه الدراسات في مصر في أجواء الاسترخاء المصاحبة لمعاهدة السلام المستقرة منذ أربعين عاما.

 

 

هذا في رأيى ورأى شركائى المحترمين المذكورين يمثل خطرا على مستقبل مصر، لأنه يمكن أن يؤدى إلى نقص الخبراء في هذا المجال في زمن السلم الحالى وفى المستقبل، فتفتقدهم مصر عندما تشتد حاجتها إليهم إذا نشأ أي تطرف في إسرائيل يتهدد الأرض المصرية في أي زمن قادم.

 

 

ترتيبًا على هذا، قررنا أن ندعو الشباب المصرى المتخصص في الدراسات العبرية والمتحمس وطنيا والمبدع علميا للمشاركة في موقع المنتدى على الواتس آب لنصقله وننقل له علمنا ونورّثه تجاربنا وخبراتنا، مبتغين بهذا صالح الوطن ومرضاة الله، لعلمنا أن أجرنا محفوظ بالحديث الشريف القائل: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث... أحدها عُلم يُنتفع به.

 

 

تكون المنتدى منذ أربعة شهور، وتزايد الإقبال على عضويته، وبلغ الأعضاء ثمانين شابا، أصغرهم في العشرين، وأكبرهم في الأربعين، وهو ما يطمئننا إلى أن رسالتنا ستتوارثها أجيال غضة اليوم، أمامها ستون عاما من العمل المنتج، على أن ندربها ونحفزها على أن تقوم بتكوين أجيال حارسة أحدث منها، لتمتد الرسالة إلى مائة عام أو أكثر.

 

 

اهتمامنا في التكوين العلمى لأعضاء هذه الكتيبة المصرية المتخصصة في الدراسات الإسرائيلية ينصبُّ على شحذ مهاراتهم في الدراسات العبرية من ناحية، وتزويدهم بمناهج العلوم الاستراتيجية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، ليكون لدى مصر سرايا متخصصة، يجمع كل منها بين الدراسات العبرية وأحد العلوم المذكورة.

 

 

هذه الكتيبة تضم أعضاء متحمسين من هيئة التدريس بالجامعات وطلاب دراسات عليا وصحفيين وإعلاميين وباحثين، ندربهم على قيمة التعاون والعمل بروح الفريق من أجل مصلحة مصر العليا. وفى هذا الإطار، قام شباب الكتيبة بمتابعة جميع المصادر العبرية عن الانتخابات التي جرت يوم الثلاثاء الماضى، التاسع من إبريل، وعندما اطمأننا إلى نضجهم في الموضوع، قررنا الاعتماد عليهم ودفعهم إلى صدارة الندوة التي عقدناها برعاية د. أشرف مؤنس، مدير مركز الشرق الأوسط بجامعة عين شمس، عن الانتخابات.

 

 

دعوت للندوة أصدقائى من كبار الشخصيات الفلسطينية بالقاهرة، وفى مقدمتهم السفير بركات الفرا، والسفير حازم أبوشنب، والدبلوماسى إياد أبوالهنود، فلبوا الدعوة مصطحبين معهم فريقا من الباحثين والباحثات من فلسطين.

 

 

ما أجملك مصر في عمقك وجوهرك، رغم الغبار المتطاير في أجوائك!، وما أعظم احتفاءك بالعلم وأبنائك العلماء!، فلم يكن بالقاعة التي تتسع لمائة شخص مكان للمزيد، وتزاحم الواقفون على الجانبين، كلهم جاءوا ليحتفلوا بمولد جيل جديد من الباحثين المصريين. عندما قدمت الشباب في كلمتى الافتتاحية، وقف الزوار الكبار الكرام، مصريين وفلسطينيين، ليستقبلوهم بالتصفيق والتشجيع.

 

 

شملت الندوة البحوث التالية التي صممها د. طارق فهمى بمشاركة من جانبى:

 

 

١- د. طارق فهمى.. تقييم رؤية مراكز البحوث الإسرائيلية للانتخابات الإسرائيلية. ٢- نهال طه وإيمان بخيت.. طرح ليكود للتعامل مع القضية الفلسطينية. ٣- منى كامل.. رؤية تحالف أزرق أبيض للقضية الفلسطينية. ٤- عرفة البندارى.. موقف الأحزاب اليمينية الصغيرة من القضية الفلسطينية. ٥- رغدة فرجانى.. موقف الأحزاب اليسارية من القضية الفلسطينية. ٦- إسلام كمال.. مصر في البرامج الانتخابية للأحزاب. ٧- د. رانيا فوزى.. دور وسائل الإعلام الإسرائيلية في تحريك الرأى العام. ٨- أسامة عبدالمجيد.. مصداقية استطلاعات الرأى الإسرائيلية. ٩- د. محسن إبراهيم.. التدخلات الإيرانية في الانتخابات. ١٠- محمد وازن.. سيناريوهات تشكيل الحكومة الجديدة.

 

هذا عمل لمجموعة علمية قيادية محترمة تقدم قدوة في توريث المعارف والخبرات والتجارب لأجيال مصر الجديدة تطوعا وبدون تعليمات إلا من ضمائرها، وتؤمن بأن الفرد يزول وتبقى الأمة، وأن للأمة والوطن حقوقًا على الفرد أن يؤديها قبل أن يرحل إلى لقاء ربه دون أن ينتظر شكرًا من أحد في الدنيا.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نقلاً عن جريدة المصري اليوم