20 أبريل 2024 05:27 11 شوال 1445
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
دنيا الثقافة

صدر حديثا .. ”رحال في مترو الأنفاق” للكاتب الصحفي محمود عابدين

دنيا المال

محمود عابدين :

دقيقة واحدة • "رحال في مترو الأنفاق" أخيرا صدر للعبد لله كتاب ضمن سلسلة كتبي بعنوان "رحال فى مترو الأنفاق".. الكتاب صادر عن مؤسسة المعبر للطباعة والنشر.. في حوالى 300 صفحة من القطع الصغير.. الكتاب الان.. موجود فى مكتبة مدبولي... رصدت فيه 40 حكاية مختلفة لركاب المترو على مدار 9 أعوام متواصلة.. متأثرا في ذلك بمن سبقنى في هذا المجال.. وهما: سليمان بك نجيب، نجم السينما المصرية الذي عرفه الكثيرون في دور الباشا، والذي عمل فترة لا بأس بها من عمره بالسلك الدبلوماسي، وعين قنصلا لمصر في اسطنبول، ثم أصبح رئيسا لدار الأوبرا المصرية. وكان "نجيب" مثقفا، وكاتبا، فكتب أول كتاب عن المواصلات عرفه الأدب الصحفي المصري، وهو كتاب: " مذكرات عربجي حنطور ونشر على ست عشرة حلقة في مجلة " الكشكول" أقدم المجلات المصرية الساخرة، وجمعها بعد ذلك في كتاب صدر عام 1922. وفي كتابه، قرأ سليمان بك نجيب أحوال المجتمع المصري في حينه، من خلال وجوه الركاب وأحاديثهم، بدءا من انتشار الكوكايين إلي المتحرشين بالنساء وغير ذلك مما تناولته المذكرات من خلال شخصية " الأسطى حنفي" عربجي الحنطور، ثم ظهرت وسيلة مواصلات أخرى هي " سوارس" التي سميت بهذا الاسم نسبة الى صاحبها والذى ينتمى الى إحدى أشهر العائلات اليهودية فى ذلك الوقت وهى عائلة " سوارس".. وظلت تلك المواصلة مستخدمة حتى أواخر القرن 19، وأوائل القرن 20، بل واستمرت تنافس الترام في شوارع القاهرة. وفي أربعينات القرن الماضي قدم الشاعر الكبير بيرم التونسي صورة ترصد أحوال الركاب في تلك المواصلة وذلك في قصيدة " ركاب سوارس" التي يقول فيها : - " ركاب سوارس بعيد عنك شلق هلافيت، والعبد لله معاهم وابن حنت حنيت، أول ما نركب يدور القفش والتنكيت، وإن طالت السكة نحكي لبعضنا حواديت، القافلة سارت تلملم كل صنف وصنف، في خطوة والتانية يتشعبط علينا جلنف" .. إلي آخر تلك القصيدة البديعة التي كان التونسي فيها ثاني رائد لأدب المواصلات، تشغله مثلما شغلتني في " المترو" وجوه الركاب وأحوالهم. ولقد اختفى حنطور سليمان بك نجيب، وسوارس بيرم التونسي، وظهرت لدينا وسائل أخرى، أضخمها بلا شك " مترو الأنفاق" الذي يقل يوميا نحو أربعة ملايين راكب يمثلون شتى أطياف الطبقات المصرية التي ترتسم فيها قصص وحكايات تنادى قارئا أو كاتبا داخل المترو. وقد قرأت منها ما استطعت، وآمل أن تعجبك عزيزي القارئ، وأن تأخذك حكايات " مترو الأنفاق" إلي العالم المتحرك، النابض، الذي يتجدد في كل محطة ويفرغ حكاياته القديمة ويستقبل حكايات جديدة، بلا توقف، مثل دوران الحياة.