28 مارس 2024 17:37 18 رمضان 1445
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
مقالات

”الأهلى ـ والترجى” .. والإنتماء لـ”فانلة”

دنيا المال

 

تتجه أنظار محبى وعشاق الساحرة المستديرة بالمحروسة صوب الملعب الأوليمبى برادس فى العاصمة التونسية لمتابعة مباراة الإياب بنهائى دورى الأبطال الإفريقى ، والتى تجمع النادى الأهلى مع نظيره الترجى التونسي الجمعة المقبل.
المباراة مواجهة من نوع خاص جدا ، لما يحظى به الناديان من شعبية جارفة سواء على الصعيد العربى أو فى القارة السمراء أومنطقة الشرق الأوسط ، ومايزيد من قوة المباراة أن النسخة الحالية شهدت لقائين للفريقين بدورى المجموعات ، حيث تعادلا بالقاهرة ذهابا ، وفاز الأهلى إيابا برادس ، كما أن النسخة الحالية تشهد للمرة الثانية على التوالى مواجهة فريقان سبق أن التقيا فى دور المجموعات ، وكان الأهلى أيضا طرفاً فى المواجهة الأولى مع الوداد المغربى فى نسخة الموسم الماضي، وخسر اللقب لصالح الفريق المغربى ، ونتمنى أن يكون اللقب من نصيب القلعة الحمراء ليضيف إلى رصيده اللقب التاسع ، حيث سبق وأن توج باللقب 8 مرات، وهو يحمل الرقم القياسى بفارق ثلاثة ألقاب أمام الزمالك ومازيمبي، فيما احرز الترجى اللقب مرتين عامى 1994 و2011، صحيح أن المارد الأحمر حصد فوزا مثيرا على حساب ضيفه التونسي بنتيجة (1-3) على ملعب برج العرب بالإسكندرية ، لكن كل شئ وارد فى مباراة الإياب وكرة القدم عودتنا أنها لاتعترف لابتاريخ ولاجغرافيا.
الطبيعى والمنطقى أن تكون الجماهير الكروية فى المحروسة بألوانها المختلفة حمراء أو بيضاء أوصفراء ..إلخ أن تقف خلف الاهلي ، بإعتبار أن الآخير يمثل مصر فى هذا العرس الكروى ، وما أعرفه أن الإنتماء الحقيقى يكون لهذا البلد ، أما الميل ناحية نادى من الأندية المحلية سواء كونه يمثل محافظة ما أو مدينة أو ماشبه ، فهو أمر محمود ، لكن أن يتخطى هذا تحت أى مسمى فهو أمر يدين صاحبه ، لأنه يفقد الكرة معناها ، لتتحول إلى صراعات وحروب طاحنة ، الإنتماء ياسادة لايمكن أن يكون لـ"فانلة" مهما كان لونها.
الترجي التونسي نادى شقيق بالطبع والفرحة لها طابع خاص أن يكون نادى عربى طرفا في نهائي البطولة الافريقية للاندية ابطال الدوري ، وفى حال فوز الترجى باللقب سيكون من واجبنا تقديم التهنئة للأشقاء ، لأنه أولا فريق عربى ، وثانيا لابد أن نستوعب أن كرة القدم رياضة ، والرياضة أخلاق وروح تسمو على أى منافسة ، ووسيلة للتقارب بين الشعوب ، فما بالنا بمن نرتبط بهم دينا ولغة ودما وتاريخ مشترك ، فما يجمعنا أكبر من مباراة فى كرة القدم ، وعندما نصل إلى تلك النتيجة سنشهد جماليات الرياضة والكرة ووجهها المشرق ، أما الإنسياق وراء التعصب الأعمى ، فبالتأكيد ستكون نتيجته الحتمية هى الغرق فى هذا المستنقع وسقوط متواصل ، ونتائج كارثية ، سبق وأن تجاوزها غيرنا عبر العديد والعديد من الأزمات ، ونحن تجرعنا مرارة تلك الكأس ، فى فترات للأسف ليست بالبعيدة ، بل قريبة جدا ، أعود وأكرر أيا كانت النتيجة فهى مجرد 90 دقيقة فقط لاغير.