23 أبريل 2024 14:08 14 شوال 1445
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
مقالات

قلاش يكتب : 22 عام على رحيل أحمد بهاء الدين

دنيا المال

اليوم تمر الذكري ٢٢ لرحيل استاذنا أحمد بهاء الدين .. نبوغه و بصماته علي المهنة لا تعد و لا تحصي ، و مواقفه الوطنية لا تحتاج شهادة من أحد . و للأستاذ معارك كثيرة و آراء جريئة في السياسة و الفن و الثقافة .. لكن ربما لا يعرف كثيرون من الشباب انه جاء نقيبا للصحفيين عقب نكسة ٦٧ دون ان ينافسه احد ، و انه عقب مظاهرات الطلبة عام ٦٨ احتجاجا علي نتائج المحاكمات التي صدرت ضد المسئولين عن الهزيمة و المطالبة بإعادة هذه المحاكمات ، و جاء امام مبني النقابة جزء كبير من المظاهرة لايصال صوتهم للراي العام من خلال الصحافة ، و طلب الأستاذ بهاء عقد اجتماع طارئ لمجلس النقابة مساء اليوم نفسه و تم فيه الاتفاق علي تأييد موقف الطلاب و تفويض النقيب في صياغة البيان الصادر عن الاجتماع ، و ذهب الأستاذ الي منزله و أغلق الهاتف ( حتي لا يتلق اية اتصالات للضغط عليه ) وكتب بيانا شديد اللهجة و به موقف واضح ، و استيقظ مبكرا و ذهب الي النقابة ليشرّف بنفسه علي كتابة البيان علي الآلة الكاتبة و توزيعة علي كافة الصحف و وسائل الاعلام .. و قامت الدنيا و لم تقعد و احدث البيان دويا و غضبا لدي القيادة السياسية ، و أرادت بعض الأجهزة ان تحمل الزميل الراحل صلاح الدين حافظ سكرتير عام النقابة و قتها مسئولية كتابة البيان و توزيعة ، فرد بهاء انه المسئول وحدة و هو الذي يتحمل النتائج ، و عندما عرضت هذه الأجهزة علي جمال عبدالناصر اعتقال أحمد بهاء الدين او عقابه رفض عبدالناصر بحسم اي مساس به ، و قال انه يعرفه و هذه راْسه ، و اكتفي بإرسال عتاب له عن طريق صديق مشترك مؤكدا لبهاء انه موجوع من النكسة بما فيه الكفاية و ان البيان بهذه الحدة يمكن ان تستغله قوي متربصة بمصر في هذا التوقيت . رحم الله الأستاذ الذي التقيته مرة واحدة بمكتبة في الأهرام و العديد من المرات في المسارح و دور السينما و معارض الفنون التشكيلية و بعض الندوات التي كان يحرص علي حضورها . ستظل سيرة الاستاذ بهاء الدين حاضرة تنير لنا ظلمات أيامنا، و تؤكد ان الكلمة الحرة اقوي من اي قوة غاشمة ، وان الحق و حدة هو الذي يبقي و ان الزيف مهما تجمل الي زوال .

نقيب الصحفيين