أزمة الليرة التركية تعصف بعملات الأسواق الناشئة

عصفت أزمة الليرة التركية بجميع عملات الأسواق الناشئة، واتجه المؤشر الذى يقيس عملاتها إلى تسجيل أكبر انخفاض له فى 4 أيام منذ 2016، بعد أن فقد المستثمرون شهيتهم للأصول الخطرة.

وهبط مؤشر MSCI لقياس عملات الأسواق الناشئة، إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عام، بعد أن أصر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على مواجهة الولايات المتحدة، ما عمق المخاوف من انزلاق بلاده فى أزمة مالية كاملة.

هبطت الليرة التركية %11، كما انخفض راند جنوب أفريقيا بنسبة %9.4، والبيزو المكسيكى %2.4، كما تضررت عملات الأسواق الآسيوية الناشئة، لكن بدرجة أقل، فانخفضت الروبية الهندية، إلى مستوى قياسى جديد، كما هبطت الروبية الإندونيسية بنسبة %0.8.

وساهم عدم اليقين فى جنوب أفريقيا، بشأن سياسات الحزب الحاكم تجاه الأراضى والتعدين فى انخفاض الراند بنسبة %14، مقابل الدولار هذا العام.

وقال كيرى كريج، محلل السوق العالمية لدى جيه بى مورجان لإدارة الأصول، إن انخفاض الليرة يشعل التقلبات فى أصول الأسواق الناشئة، ويثبط معنويات المستثمرين على المدى القريب، فى وقت تعانى فيه الأسواق بالفعل، من عدم الاستقرار، مؤكدًا أن أسباب انخفاض الليرة فى تركيا خاصة بها، بالتالى لا نتوقع تضرر الأسواق الناشئة الأخرى على المدى الطويل.

فقدت الليرة %30 من قيمتها خلال الشهرالجاري، بعد أن أقرت الولايات المتحدة عقوبات على وزيرين فى حكومة الرئيس أردوغان، ضمن نزاع بشأن استمرار احتجاز راهب أمريكى فى تركيا.

قلصت العملة خسائرها مؤقتًا، بعد أن أعلن البنك المركزى عن قائمة من الإجراءات التى تقول إنها ستدعم الاستقرار المالي، والأداء الجيد للأسواق، وشملت الخطوات خفض متطلبات الاحتياطى المصرفى للبنوك التركية فى محاولة لتعزيز السيولة.

كان تقرير من معهد التمويل الدولي، صدر مطلع الشهر الجاري، أفاد أن المستثمرين ضخوا 11.9 مليار دولار فى الأسهم والسندات بالأسواق الناشئة، يوليو الماضي، ليعوضوا بعضاً من النزوح الكبير الذى شهده يونيو، بقيمة 24 مليار دولار، وأضاف أن تدفقات المحافظ على البلدان النامية لم تزد فى مجموعها على 11 مليار دولار، فى الربع الثانى من العام، مقابل 18 مليار دولار تلقتها فى الربع الأول.

أوضح المعهد الذى يعد من أوثق راصدى تدفقات رؤوس الأموال، من العالم النامى وإليه، أن تدفقات الأسهمفى يوليو بلغت 7.9 مليار دولار، تلقت الصين 5.3 مليار دولار منها، وبلغ صافى تدفقات السندات 4 مليارات دولار.