19 أبريل 2024 06:10 10 شوال 1445
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
حارة اليهود

إسرائيل لا تعرف الأرقام الحقيقية لضحايا (هتلر )

دنيا المال

منذ قيامها، جندت إسرائيل المحرقة التي ارتكبها هتلر خلال فترة حكم النظام النازي في ألمانيا قبل وخلال الحرب العالمية الأولى، للترويج وكسب التعاطف والدعم العالمي، واعتمدت الرواية القائلة إن هتلر ونظامه قتلوا بوحشية ست ملايين يهودي في مختلف مناطق "الرايخ الثالث".

حتى اليوم، لا تعرف إسرائيل العدد الحقيقي لضحايا المحرقة النازية، لكنها تبنت طوال الوقت التقديرات النازية وتقديرات وسائل الإعلام الروسية والإنجليزية بعد الحرب العالمية الثانية، التي قالت إنهم نحو ستة ملايين، في حين قال عديد من المحللين إن النظام النازي اعتمد تهويل أرقام الضحايا لنشر الرعب وإحكام سيطرته على الحكم والرأي العام وقمع أي معارضة أو احتجاج.

وكان أول من ذكر عددًا للضحايا هو ضابط في جهاز "إس.إس" النازي، فيلهليم هوتل، الذي قال خلال محاكمات نيرنبيرغ الشهيرة عام 1946 إن أدولف آيخمان قال له إنه حتى آب/ أغسطس 1944 تم إعدام أكثر من أربعة ملايين يهودي في معسكرات الإبادة المختلفة، لكن آيخمان أنكر هذه الأقوال المنسوبة له، ونشرت وسائل الإعلام الروسية والإنجليزية في حينه رقم 6 مليون كعدد مقدر للضحايا.

واعتمد متحف تخليد ذكرى ضحايا المحرقة في القدس المحتلة "ياد فشيم" التقديرات القائلة إن عدد الضحايا يتراوح بين 5.3 و6.1 مليون يهودي، واعتمد المتحف على الوثائق النازية التي أوردت هذه الأرقام خلال ومع نهاية الحرب العالمية الثانية.

وعلى غرار يا فشيم، اعتمد متحف المحرقة في واشنطن بالولايات المتحدة رواية "قرابة ستة ملايين"، وكذلك في النصب التذكاري لضحايا المحرقة في برلين اعتمدوا ذات التقديرات، التي تحولت لما يشبه الحقيقة المثبتة حول العالم بسبب الدعاية القوية والترويج المتواصل لها في مختلف الأماكن.

ورغم انتشار الرواية والسعي الحثيث لمختلف المؤسسات والباحثين الإسرائيليين والموارد البشرية والتاريخية التي سخرت لمهمة معرفة أسماء الضحايا، لم توثق إسرائيل حتى عام 2004 سوى أسماء 2.7 مليون ضحية للمحرقة، في حين وصل العدد عام 2018 إلى 4.7 مليون اسم فقط، أي أن هناك أكثر من مليون لا تعلم إسرائيل عنهم شيئًا، أو حتى إذا كانوا موجودين من الأساس.

إسرائيل الصهيونية فلسطين غزة