25 أبريل 2024 05:39 16 شوال 1445
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
مقالات

 اثر اسخدام المصطلحات القانونية المغلوطة علي الأمن القومى المصرى 

دنيا المال

ان الواجب الوطني يوجب علي كل مصري الحذر كل الحذر ، لما يروج له الاعداء خارج الوطن من ترديد لبعض المصطلحات القانونية المغلوطة بقصد تحقيق أهداف خبيثة تهدف للنيل من الأمن القومي المصري و سيادتها الإقليمية علي كامل ترابها في ظل أوضاع إقليمية غاية في التعقيد ،

وللأسف نجد ان البعض داخل مصر يردد بعض هذه المصطلحات المغلوطة بحسن نية او بسوء نية ، و نحاول هنا سريعا استعراض اخطر تلك المصطلحات علي النحو التالي :

1- مصطلح ( النزاع المسلح بسيناء ) يروج بقوة لهذا المصطلح منذ ثورة 30 يونيو 2013 وحتي الان ، وذلك بنية تسويق واظهار ما يحدث في سيناء علي انه هو نزاع مسلح بين الدولة المصرية و جماعة بيعنها .

- هذه المؤامرة تم التخطيط لها بعناية من قبل بعض الدول في عام 2015 و بالتنسيق مع بعض الجماعات الارهاربية بسيناء ، وكان أهمها عملية اقتحام كمين بالقرب من مدينة رفح ، و رفع اعلام القاعدة السوداء و بتغطية من قناة الجزيرة ، وفشلت تلك العملية بسبب باسلة قوات إنفاذ القانون ، ثم اعيد ذات المخطط الخبيث بعد فشل العملية الأولي و كان ذلك عقب إسقاط الطائرة الروسية ، لكنها فشلت بحمد لله و بقوة أجهزة الدولة المعنية بمعاونة قوات إنفاذ القانون في سيناء التي تسطر ملمحة وطنية في الدفاع عن الارض و الشرف المصري .

- الهدف من هذه المؤامرات هو إقناع المجتمع الدولي أن ما يحدث علي ارض سيناء هو نزاع مسلح داخلي بين الدولة وفصيل معين مسلح ، وان الامور خرجت عن سيطرة الدولة هناك ، بقصد التدخل الأجنبي بذريعة تطبيق القانون الدولي الإنساني صاحب الاختصاص في تلك المنازعات و بالتالي سحب ولاية التشريع المصري الذي يمثل تطبيقة جزءا رئيسيا من سيادة الدولية علي اقليمها.

- وحقيقة الأمر ان ما يحدث في سيناء لا ينطبق عليه شروط النزاع المسلح الداخلي المقررة بموجب قواعد القانون الدولي الانساني و أيضا تعريفات الصليب الأحمر ، حيث وضعت شروط محددة وهي :

- وجود جماعة او مليشيات مسلحة تسليحا كبيرا .

- سيطرة هذه الجماعة علي جزء جغرافي من منطقة النزاع ترفع عليه شعارها.

- وجود هيكل و كوادر ادارية وتنظيمية لهذه الجماعة معروف ، يقابل وفود أجنبية و يتواصل مع الآخرين داخل الجزء الجغرافي و المكاني الذي يسيطر عليه .

- وبالتالي فإننا نجد عدم توافر هذه الشروط في الوضع بسيناء ، وأن حقيقة الأمر ان الدولة ممثلة في قوات إنفاذ القانون تقاتل جماعات إرهابية تتخذ من الجبال والصحراء ملاذات في خلسة و جبن و تقوم بعمليات في مجملها ذرع عبوات ناسفة في الطرق بطريقة تتسم بالغدر ، ولا تسطيع مقاتلة قوات إنفاذ القانون بصورة مباشرة ، والقانون المصري و الدولي أيضا يعطيان لمصر كامل الحق و الشرعية في مقاتل هذه الجماعات و فرض سيادة الدولة الكاملة علي كامل ترابها بكافة الطرق .

- وبالتالي يجب الحيطة و الحذر من تكرار مصطلحات قانونية قد تنال من الأمن القومي للدولة بأي صورة علي غرار مصطلحات النزاع المسلح في سيناء

2- النقل القسري لسكان رفح او الشيخ زويد مثلا ، يتكرر هذا المصطلح من حين لآخر دون أن نعرف حقيقة التوصيف القانوني السليم لتلك المصطلحات، و حقيقة الأمر ان هذا المصطلح لا ينطبق واقعيا ولا قانونيا علي الحالة في سيناء فهو ليس نقلا قسريا ، بل هو لو تم فانة سيكون نقل اداري مشروع لحماية السكان المحليين بصفة مباشرة من اثار العلميات الارهاربية وتحت رعاية الدولة التي توفر لهم كافة الخدمات وغيرها من أمور مرتبطة بحياتهم .

3 - أيضا نلاحظ شيوع استخدام مصطلح الاختفاء القسري الذي تكرر بصورة ملفتة بعد ثورة 25 يناير ، والهدف المدبر بخبث هنا محاولة تقليب المنظمات الدولية المعنية بصورة مغلوطة عن حالة الإنسان في مصر .

- ومن ثم فإن الواجب الوطني يفرض علي الجميع الحيطة و التبصر بحقية ما يدبر للوطن من مؤامرات لا تنتهي ، وتحية وتقدير لقوات إنفاذ القانون و لمؤسسات الدولة الوطنية المعنية علي جهودهم و تضيحاتهم في حماية الأمن القومي المصري .

حفظ الله مصر من كل شر.

المستشار الدكتور / مساعد عبدالعاطي شتيوي

عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للقانون الدولي .

 

المستشار مساعد عبد العاطي