16 أبريل 2024 22:01 7 شوال 1445
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
أمن قومي

إسرائيل تعترف نسعى لتجنيد صحفيين وشباب مصريين عبر الفيس بوك

دنيا المال
 الناطق بلسان الخارجية الإسرائيلية : " كنت أتجول في مقاهي القاهرة ، وأرى كل الشباب يجلسون وبحوزتهم " اللاب توب " ، ويتصفحون في الإنترنت ، فأدركت أن هذه هي الطريقة التي يتواصل عبرها الشباب اليوم.  "بالدبلوماسية الرقمية "نتجاوز الحكومات والإعلام ونصل مباشرة إلى المواطن العربي  زارت إسرائيل بعثات صحفية من العراق، مصر، المغرب، الأردن، تونس، وأكراد من سوريا.  يبلغ عدد متابعي صفحة الفيس بوك التي يديرها قسم "الدبلوماسية الرقمية " 910 ألف شاب معظمهم مصريين  الشباب يردّون على معظم التعليقات، ولا يحظرون المستخدمين، أو يخفون التعليقات. "في السابق كنا نردّ عليهم بالشتائم. واليوم نحن نردّ بصورة دبلوماسية ومؤدّبة خطوات جديدة تقوم بها الخارجية الإسرائيلية للتواصل مع الشباب العربي وخاصة المصري بعيدا عن الوسائل الرسمية التي تتبعها أي سفارة أو وزارة خارجية .. الأسلوب الجديد الذي اتبعته إسرائيلي ورغم أنه في وضح النهار وكما نقول في المثل الشعبي " على عينك يا تاجر " إلا إنه استخباراتي من التراز الأول نحت فيه إسرائيل القوانين الدولية والدبلوماسية وألقت بها على قارعة الطريق ونزلت هي الملعب للتعامل وبشكل فج ومريب مع الشباب من خلال دوائر اتصال مكتوبة ومسموعة ومرئية .. قديما كل من كان له اتصال بالعدو الإسرائيلي سواء من خلال رسائل مكتوبة أو اتصالات مسموعة يحاسب بتهمة التجسس ، الآن ومع تقدم التكنولوجيا اصبح الاتصال مكتوب ومسموع ومرئي ويتم فيه تبادل وجهات النظر ويتم عمل مقياس للرأي العام العربي والمصري من خلال شبابه والتأثير عليهم وتوجيههم وتغيير أرائهم في دولة العدو وإبعاده تماما عن القضايا العربية من خلال التركيز على مظاهر كاذبة تقوم إسرائيل بتسليط الضوء عليها لايهام الشباب بأن إسرائيل ليست العدو وأن هذا العداء الموروث تجاه إسرائيل صنيعة الأباء والأجداد ولا أسس له من الصحة وان إسرائيل دولة متحضرة وديمقراطية وتبحث عن السلام وأن العصابات التي احتلت الأراضي الفلسطينية في 48 وهاجمت مصر عام 56 في مؤامرة دولية وسرقة أثار من سيناء بل والهجوم على 3 دول عربية في 67 كان العرب هم الغزاة وكانت إسرائيل تسبح على شواطئنا للاستجمام وان قتلة أطفالنا في مدرسة بحر البقر هم رعاة حقوق الإنسان .. " غسيل دماغ للشباب المصري على صفحات الفيس بوك " والدولة في وادي تركت شبابها على موائد اللئام .. ودون تحرك من الخارجية المصرية .. الأغرب أن الخارجية الإسرائيلية تسعى لتجنيد جيل جديد من الصحفيين والإعلاميين وتعلن عن ذلك صراحة فلم تكتفي بتوجيه الشباب المصري والعربي فقط بل خلق جنود لخدمة إسرائيل من رجال الصحافة والإعلام وتكليفهم بالمهمة .. كشفت الصحفية الإسرائيلية " هداسا هروش " في تقرير صادر لها هذا الأسبوع عن جهود تبذل في مبنى كبير بوزارة الخارجية الإسرائيلية،لتدشين ما يعرف باسم " الدبلوماسية الرقمية " وقالت داخل هذا المبنى يجلس شباب إسرائيليون، يتواصلون مع شباب عرب من جميع أنحاء العالم. يعمل نحو عشرة مسؤولين عن كتابة " البوستات " "المنشورات " و نشر الصور، ترجمة المواد من العبرية إلى العربية، وكتابة تعليقات للمتصفحين، للتواصل بين دولة إسرائيل والشباب في العالم العربي. وتضيف مصطلح "الدبلوماسية الرقمية" حديث نسبيًّا وقد افتُتح قسم في هذا المجال قبل 5 سنوات فقط، حينها أدركت وزارة الخارجية أنّ هناك فرصا جديدة للتأثير في الرأي العام. وتعرض الكاتبة لحديث مع أحد العناصر الرئيسية في هذا المشروع المدعو حسن كعبية الناطق بلسان وزارة الخارجية باللغة العربية ، الذي يقول "قبل 10 سنوات عملتُ في السفارة الإسرائيلية في مصر وعشتُ في القاهرة"، "كنت أتجول في المقاهي، وأرى كل الشباب يجلسون وبحوزتهم الحواسيب النقالة، ويتصفّحون في الإنترنت. فأدركت أنّ هذه هي الطريقة التي يتواصل عبرها الشباب اليوم مع الإعلام".أما يوناتان جونين، رئيس قسم الدبلوماسية الرقمية باللغة العربية في وزارة الخارجية. فيقول "يعيش في الشرق الأوسط 250 مليون مواطن عربي، من بينهم 145 مليون يستخدمون الإنترنت، ويستخدم 80 مليون الفيس بوك"، وقد "بدأ القسم بالعمل عام 2011، عندما أدركنا أن الطريقة الأفضل للتوجه إلى الشباب العرب هي الفيس بوك. أصبحت اليوم هذه الطريقة الأفضل للتأثير في الرأي العام".ويبلغ عدد متابعي صفحة الفيس بوك التي يديرها قسم الدبلوماسية الرقمية أكثر من 910 ألف متابع، معظمهم من الشباب في سنّ 18 حتى 24 عاما، يعيش معظم المتابعين في مصر، ولكن يتابعها عراقيون، مغاربة، أردنيون وفلسطينيون أيضًا، ويكتبون تعليقات في صفحتهم.وفي تويتر هناك في صفحة وزارة الخارجية أكثر من 83 ألف متابع، الكثير منهم صحفيون، دبلوماسيون وقادة رأي عام. "عندما يشارك مثل هؤلاء الأشخاص تغريداتنا، فنحن نعلم أنّ رسالتنا تصل إلى عدد كبير جدا من الأشخاص".وتسمح صفحات الفيس بوك لعناصر وزارة الخارجية الإسرائيلية بالتوجه مباشرة إلى القراء العرب، ويحاولون عبرها تحسين صورة إسرائيل. ويضيف كعبية "لا يعرف الناس في العالم العربي إسرائيل. فهم يعبّرون عن رأي سلبي تجاهها تلقائيا، دون أن يعرفوا أي حقائق عنها، وكل ما يرونه في الإعلام هو الجنود، المستوطنون، وتعابير الكراهية. نحاول عرض صورة أعمق، تعكس مجتمعا إسرائيليا بأكمله، وحسناته".ويضيف " قبل 10 سنوات لم تربطنا أية علاقة بالناس في العالم العربي. لم نكن نعلم حتى ماذا يُكتب في صحفهم. ومن المثيرة للدهشة كيف أصبحنت تربطنا علاقة مباشرة مع الناس اليوم، فنحن نتجاوز الحكومات والإعلام ونصل مباشرة إلى المواطن العربي" وتتضمن المواد التي يشاركها المسؤولون في قسم الدبلوماسية الرقمية معلومات أساسية عن إسرائيل (على سبيل المثال عدد السكان، عدد المسلمين الذين يعيشون فيها، وكيف تبدو الحياة فيها)، مقاطع فيديو وأغان لمطربين إسرائيليين، ومواضيع "حساسة" وجادّة مثل الديمقراطية الإسرائيلية وقرارات الحكومة. ويشير إلى أن التحدي الذي يواجهه العاملون في قسم الدبلوماسية الرقمية ليس سهلا، فالحديث يدور عن أشخاص ترعرعوا على كراهية إسرائيل. وفي الواقع، يمكن العثور على الكثير جدا من الشتائم في صفحتهم على فيس بوك. ورغم ذلك، فهم يردّون على معظم التعليقات، ولا يحظرون المستخدمين، أو يخفون التعليقات. "في السابق كنا نردّ عليهم بالشتائم. واليوم نحن نردّ بصورة دبلوماسية ومؤدّبة، ونجلب أيضًا حقائق تدحض ادعاءاتهم. وأحيانا نردّ بفكاهة أيضًا. على سبيل المثال عندما يكتبون لا يوجد شيء اسمه إسرائيل، نردّ: "صحيح، نحن نكتب لكم من أرض الخيال".ويزعم عناصر المخابرات الإسرائيلية بوزارة الخارجية أن هدفهما هو عرض صورة إسرائيل الحقيقية، حتى لو كان الواقع أحيانا صعبا وليس لطيفا، فنحن نتحدث عن كل المواضيععلى سبيل المثال، عندما تمت محاكمة رئيس إسرائيلي وسُجن بتهمة الاغتصاب، وسُجن رئيس حكومة إسرائيلي آخر بتهمة تلقّي رشوة أيضا، نشرنا أخبارا عن تلك الأحداث، وكانت التعليقات مفاجئة. أعجِبَ الكثير من الناس بالديمقراطية في إسرائيل، وعبّروا عن احترامهم لنا".وعندما نتحدث عن حقوق المرأة في إسرائيل، نروّج لقصص عن التعايش، ونوضح أنّه يعيش في إسرائيل عرب ويهود بمحبة معا أيضا. يتفاجأ الناس في العادة جدا عندما يرون ذلك. يندهشون أيضًا عندما يسمعون عن مدى التشابه بين اليهودية والإسلام وبين اللغتين العربية والعبرية، ويُكتب في الكثير من التعليقات إلى أي مدى غيرنا تصور المواطنين في العالم العربي تجاه إسرائيل. بالمناسبة، معظم التعليقات والتوجّهات التي نتلقاها هي لأشخاص كانوا يرغبون كثيرا في زيارة إسرائيل، ولكن لا تسمح لهم حكومتهم بذلك".ويقول :إن القصص الأكثر إثارة للاهتمام، هي القصص التي لا يمكن لوزارة الخارجية حقا أن تشارك بها المتصفّحين. "نرغب جدا في مشاركة علاقاتنا مع أشخاص من الدول العربية، وزيارات صحفيين وأشخاص إلينا، ولكن هناك الكثير من الأشياء التي إذا كتبناها عنهم، فستشكّل خطرا على حياتهم، وعلى الأشخاص الذين يشاركون في ذلك ويوقف التعاون بيننا. تحدث أمور كثيرة يحظر علينا التحدث عنها".أحد الأنشطة الأكثر إثارة للاهتمام مما يقوم به قسم العربية في وزارة الخارجية، هو هو إحضار وفود من الصحفيين من جميع أنحاء العالم العربي إلى إسرائيل. حيث يتم فتح الحوار ببينهم من خلال " كعبية " وتواصل معهم عبر الفيس بوك، وفي أحيان أخرى يكتب تعليقا على مقال لهم. ثم تتطور العلاقة، ومن ثم تتقدم عبر المراسلة الخاصة عبر البريد الإلكتروني، وفي النهاية يُجرى تواصل هاتفي. عندما يشعر كعبية بأنه نجح في تحقيق ثقة الصحفيين، يعرض عليهم زيارة إسرائيل والتعرّف إليها عن قرب."ويقول يندهش الأشخاص الذين يزورون إسرئيل ويشعرون أنها تختلف تماما عما تخيّلوها. وعندما يزورها صحفيون يكتبون ويؤثّرون في رأي الكثيرين، فهذا مهم جدا. هناك علاقة مباشرة بيني وبين صحفيين في كل دولة عربية تقريبا. ويكشف كعبية عن بعض من قام بتجنيدهم ويقول لديّ صديقين من الكويت تعرفت عليهما، نتراسل كثيرا، وهو يكتب كل يوم عمودا، يعكس في أحيان كثيرة موقفا إسرائيليا. لم نلتقِ أبدا مباشرة، ولكني نظمت لقاء بينه وبين ممثّلة إسرائيل في الولايات المتحدة. بعد أن التقى بها اتصل بي وقال لي مازحا: "إنها جميلة ولطيفة، أين ذيلها؟ ظننت أنّ هناك لدى كل الإسرائيليين ذيل".ويكشف التقرير عن الزيارات التي ينظّمها كعبية للبعثات العربية إلى إسرائيل، وجميعها، بالمناسبة، تحظى بخدمة VIP وتموّلها الدولة بالكامل، يتجول مع الزوار في كل الأماكن الرسمية، مثل الكنيست ومتحف الهولوكوست ياد فاشيم، ولكن الجزء الأكثر إثارة للاهتمام هو تحديدا الأماكن غير الرسمية التي يزورونها.نزور معا مزرعة التكنولوجيا الفائقة في الناصرة. ويوضح " كعبية " كيف يندهش الجميع دائما عندما يكتشفون تطويرا كهذا في مدينة عربية.و نزور وادي عارة في طريقنا أيضا. وهو يقول للزوار دائما انظروا جيدا عبر النافذة ومن ثم في النهاية أسألهم، ماذا رأيتم في الطريق؟ يقول الجميع "مستوطنات". عندما أقول لهم إنّ هذه قرى عربية، مع أسقف خشبية، يُصدمون. وحينها يتذكّرون أنّهم رأوا مآذن مساجد حقا. عندما نزور القدس أطلب منهم أن يتجولوا مساء في المدينة، ويتأملوها. أخبرهم أن يتجولوا وفق رغبتهم. فيرون كيف يعيش العرب واليهود معا، وكيف تكون المدينة نابضة بالحياة فيندهشون. يسألونني أين كل الجنود والدبابات التي يرونها كل يوم في الأخبار".حتى الآن زارت إسرائيل بعثات من العراق، مصر، المغرب، الأردن، تونس، وحتى صحفيون أكراد من سوريا. وصلت وفود أيضًا من شبان عرب يعيشون في أوروبا، معظمهم صحفيون، طلاب جامعيون أو محامون. "يزورها الآن وفد، ولكن لا يمكنني أن أذكر من أية دولة. يمكن التحدث عن ذلك بعد عودتهم فقط من يزور إسرائيل ليس مستعدّا لإجراء مقابلة والحديث عن الزيارة، لأن هذا قد يعرض حياته للخطر ولكن الجميع، دون استثناء، عندما يعودون إلى أوطانهم، يتصلون بي ويشكرونني ويعبَرون عن دهشتهم بعد أن تعرّفوا إلى الوجه الآخر لإسرائيل".
إسرائيل فيس بوك شباب صحفيين