التبعات المتوقعة للقرار الامريكي بوقف الدعم المالي لمنظمة الصحة العالمية

بقلم : - المستشار الدكتور / مساعد عبدالعاطي شتيوي  " أستاذ القانون الدولي " 

 

اصدر الرئيس الامريكي دونالد ترامب قرارا يقضي بوقف بلاده للدعم المالي الذي تفدمه لمنظمة الصحة العالمية( WHO) ، وهو بحق يعد قرارا خطيرا و مؤثرا في منظومة عمل المنظمة الأممية، وذلك بناء علي حجم المساهمة السنوية للولايات المتحدة الأمريكية في ميزاتية منظمة الأمم المتحدة و منظماتها ووكالاتها المتخصصة ومن بينها منظمة الصحة العالمية ، حيث تساهم الولايات المتحدة الأمريكية بحوالي 22% من تلك الميزانية بما يقترب من ربع الميزانية الاجمالية للأمم المتحدة مقارنة باجمالي عدد الدول في العالم ، الامر الذي يدلل علي ان القرار الامريكي الاخير ستكون له عدة تداعيات خطيرة أهمها :

- التأثير السلبي والمباشر علي أداء عمل المنظمة في المجال الصحي بخاصة مكافحة فيروس كورونا .

- إظهار الوجه السيئ للسياسية الأمريكية تجاه القضايا الانسانية مما يظهر تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن قيم ومبادئ حماية الإنسان و الانسانية وضرورة التعاون الدولي مع المنظمة من جانب ومع باقي دول العالم من جانب آخر في التصدي للمشكلات و القضايا ذات الصبغة الإنسانية والاقتصادية والصحية ....

- ايضا يمكن القول بان القرار الأمريكي الأخير و من خلال ربطه بجملة القرارات الأخيرة التي صدرت في عهد إدارة ترامب والتي تسئ إلي وجه الولايات المتحدة الأمريكية من القضايا التي تهم الإنسانية جمعاء ومن أهمها( قرار الانسحاب من منظمة اليونسكو ، قرار وقف تمويل وكالة دعم وعوث اللاجئين الفلسطينيين الأونروا ، سحب انضمام الولايات المتحدة الأمريكية من إعلان يا ريس للتغير المناخي ) كشفت عن تخبط السياسية الأمريكية النفعية و التي تتعارض مع الخطاب الرسمي الأمريكي تجاه المجتمع الدولي من انها قلعة الحرية و حقوق الإنسان و سينال من مكانة الولايات المتحدة الأمريكية عالميا في المستقبل القريب .

- اخيرا القرار الأمريكي المشار إليه سيكون من أهم الأسباب والمسوغات الضاغطة علي المجتمع الدولي بعد انتهاء جائحة فيروس كورونا نحو ضرورة تعديل ميثاق الأمم المتحدة بقدر الإمكان لإيجاد آليات وطرق أكثر عدالة و احترام في حماية الإنسان والبشرية جمعاء من أخطار الأوبئة الخطيرة مستقبلا .