26 أبريل 2024 01:14 16 شوال 1445
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
مقالات

الإمبراطورية الأمريكية تنهب العالم بوضعية عملتها كعملة احتياط دولية

دنيا المال

بقلم : الكاتب الصحفي : الدكتور أحمد السيد النجار : رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام سابقا ..

 

سيشهد عام 2020 أسوأ استخدام أمريكي لوضعية الدولار كعملة احتياط دولية لتمويل برنامج مواجهة أزمة "كورونا" على حساب العالم، فتلك الدولة التي تتجاوز ديونها الخارجية قيمة ناتجها المحلي الإجمالي ستلجأ في تمويل برنامج الإنقاذ بتكلفة 2,2 تريليون دولار إلى إحدى طريقتين: الأولى هي إصدار دولارات بلا غطاء ذهبي أو إنتاجي وهي طريقة لصوصية كليا ستعني أن تلك الدولة ستستغل وضعية عملتها كعملة احتياط دولية في نهب سلع وخدمات العالم مقابل مجرد أوراق كما تفعل منذ أربعة عقود ولكن بصورة مضاعفة. والحل الوحيد لمواجهة هذه اللصوصية هو تسوية التعاملات التجارية السلعية والخدمية الدولية من خلال سلة عملات أخرى أو عملات الدول التي يجري بينها التبادل بالرجوع إلى سعر صرفها مقابل وحدة حقوق السحب الخاصة.
أما الطريقة الثانية فهي الاقتراض من خلال إصدار المزيد من سندات وأذون الخزانة لإضافة المزيد من الديون على الحكومة الأمريكية التي تعتبر أكبر دولة مدينة في العالم والتي تزيد قيمة مديونيتها على قيمة ناتجها المحلي الإجمالي من قبل إضافة الديون الجديدة التي ستنتج عن تطبيق البرنامج الجديد لتنشيط الاقتصاد بقيمة 2,2 تريليون دولار. وتزيد الديون الحكومية الأمريكية البالغة 22 تريليون دولار على ثلاثة أمثال ديون كل الدول النامية والناهضة مجتمعة والبالغة 7,1 تريليون دولار عام 2017. والأفضل لكل دول العالم أن تمتنع عن شراء تلك السندات أو أذون الخزانة الأمريكية لتترك تلك المهمة للبنوك الأمريكية بصورة أساسية ولتكن مستويات المعيشة في تلك الدولة مرتبطة بما تنتجه وليس بما تنهبه من العالم من خلال وضعية عملتها كعملة احتياط دولية. إنه تمويل بالعجز واللصوصية لا ينبغي أن تشارك دول العالم في دعمه ضد مصالحها الاستراتيجية لأنها لو فعلت فسوف يكون غباء لا مبرر له!