20 أبريل 2024 08:24 11 شوال 1445
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
مقالات

أحمد العناني يكتب : «العرب ونصر أكتوبر»

دنيا المال

لا شك أن الدعم العربى الكبير كان له الأثر الواضح فى نصر أكتوبر المجيد عام 1973، واستخدام العرب سلاح النفط فى وجه الدول التى كانت تدعم العدو الصهيونى بكل الطرق والوسائل للضغط على العرب وترجيح كفة إسرائيل.

وكانت دولة الإمارات من أول الدول العربية التى دعمت النصر، فقطع رئيس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، النفط عن إسرائيل والدول التى تدعمها، وكان عامل ضغط قويًا على الدول الأجنبية، وقال رحمه الله مقولته الشهيرة « إن الذين قدموا دماءهم فى معركة الشرف قد تقدموا الصفوف كلها، وإن النفط العربى ليس بأغلى من الدم العربي»، وقد أنشأت المملكة العربية السعودية جسرًا جويًا إلى الجبهة السورية كما دشنت حظرا عربيا على تصدير النفط يستهدف بلدان العالم بشكل عام وأمريكا وهولندا بشكل خاص لدعمهم لإسرائيل، وطلب الرئيس الجزائرى الراحل هوارى بومدين من الاتحاد السوفييتى شراء أسلحة وطائرات لإرسالها إلى مصر بعد علمه بنية إسرائيل فى الهجوم عليها، وقدمت ليبيا مساعدات لشراء أسلحة خلال الحرب، وشاركت القوات الأردنية فى الحرب على الجبهة السورية بإرسال ألوية مدرعة، كما شاركت الأردن فى خداع المخابرات الإسرائيلية حيث تم رفع استعداد القوات الأردنية إلى الحالة القصوى مما أثار قلق إسرائيل ودفعها إلى إبقاء جزء من جيشها فى إسرائيل للتصدى لأى هجوم محتمل على تل أبيب، وأرسل المغرب لواء مشاة إلى الجبهة السورية، وتم وضع اللواء المغربى فى الجولان.

كما أرسل المغرب قوات إضافية للقتال تشمل طائرات حربية ودبابات، وكانت السودان من أوائل الدول التى أعلنت دعمها الكامل لمصر حيث نظمت مؤتمر الخرطوم والذى تم الإعلان من خلاله عن ثلاثية «لا» وهى لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض، وأرسلت السودان فرقة مشاة على الجبهة المصرية كما لم تتردد فى نقل الكليات العسكرية المصرية إلى أراضيها، وقامت الكويت بإرسال طائرات «هوكر هنتر» إلى مصر، كما بعثت طائرات من طراز سى 130 هيركوليز لحمل الذخيرة، وأرسلت تونس إلى مصر كتيبة مشاة قبل الحرب كما أعطتها طائرات «هوكر هنتر»، وأغلقت اليمن مضيق باب المندب فى وجه إسرائيل، وقامت قوات المقاومة الفلسطينية بشغل العدو عن المخابرات المصرية، بنصب الكمائن وزرع الألغام وشن الغارات، وغيرها من الدول العربية الشقيقة التى دعمت جبهتى الحرب فى مصر وسوريا، فكانت وقفة العرب مشرفة لرد الحق إلى أصحابه، وستظل حرب أكتوبر رمزا للفخر والعزة للمصريين والعرب، تتذكرها الأجيال عاماً بعد عام.

كان قرار الحرب عام 1973 صعباً، بعد ست سنوات من الخداع والمراوغة من المجتمع الدولى لعدم تنفيذ القرار الصادر من الامم المتحدة رقم 242 فور الاعتداء الغاشم من العدو الصهيونى واحتلال الاراضى العربية فى سيناء المصرية والجولان السورية والتوغل فى الأراضى الفلسطينية، فى 5 يونيو 1967، وذلك لرد الاراضى الى اصحابها وعودة المحتل الاسرائيلى إلى خطوط ما قبل 5 يونيو 1967.

نصر اكتوبر العظيم أبهر العالم أجمع فقد قام الجيش المصرى العظيم  خلال 6 ساعات متواصلة بقهر كافة مواقع العدو، وحقق نجاحًا كبيرًا على كافة الأصعدة كان التنسيق من قادة الجيش المصرى المتقن وبسالة الجنود خير أجناد الارض وراء هذا النصر الكبير، والذى ستظل الاجيال القادمة تستذكر وتبحث عن المزيد عما قام به الجيش المصرى العظيم من بطولات اثناء الحرب.

تحية الى الروح الطاهرة للرئيس الراحل محمد انور السادات بطل الحرب والسلام، الذى وضع ونفذ استراتيجية الحرب بفن ومهارة، وخطط للسلام لعودة كامل الأرض، وإلى الروح الطاهرة لكافة شهداء الحرب من الابطال العرب.