20 أبريل 2024 14:02 11 شوال 1445
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
مقالات

” لا وجود لدولة متقدمة بلا إعلام وصحافة وطنية حرة   ”

دنيا المال

المتابع لبرامج الـ "توك شو " خلال الأسبوع الماضي يجد أن الهجوم على مصر من قبل القنوات العميلة لـ " قطر وتركيا وإسرائيل " جعل كل مقدمي البرامج يبذلون أقصى جهد ويتبارون في استعراض مهاراتهم الإعلامية ليثبت أنه الإعلامي البطل الذي وقف يدافع عن مصر وأنه صاحب الجهد الأكبر في توعية المواطنين .

وهذا وأجب الصحافة والإعلام الحقيقي في مواجهة أي حرب نفسية يقودها العدو لنشر حالة الفوضى والإحباط وتعكير المزاج العام وتخريب البلاد .

لكن كل هذه القنوات على أرض الواقع لم يلتفت إليها الشعب المصري بل وأعطاها ظهره ولم يكن لها دور ولا لصراخ مقدميها لعدة ساعات أي تأثير فهي قنوات وبرامج ومذيعين ينظر إليهم الشعب بكل احتقار، فقدت مصداقيتها من زمن بعيد .

فمن إذن كان البطل في المعركة وصمام الأمان الذي منع البلاد من الانزلاق إلى الهاوية ؟

الإجابة لمن يريد أن يعي الدرس هي .." تماسك ووعي الشعب المصري الأصيل صاحب البلد " .

الشعب هو البطل الذي رفض الاستجابة لمحاولات التحريض من قبل فضائيات معادية ــ لا تخوض الحرب من أجل أن تجعل حياة المصريين أكثر سعادة ــ بل من أجل تدمير مصر .

إن تماسك ووعي المصري الأصيل الذي وضع يده على فمه ليكتم أوجاعه وأنينه وجعل مصلحة الوطن قبل مصلحته هو من حافظ على مصر  .

ليست وصالات الردح الإعلامي والصراخ الحنجوري الذي لم يخرج يوما من القلب ــ بل من طرف اللسان ــ لمذيعين ومقدمي برامج يعيشون حياة الرفاهية ، ويخاطبون الشعب من أبراجهم العاجية .

من أمثال أصحاب برامج ( مطابخ التوك شو ) التي تستضيف أشهر الطباخين لعرض أشهى وأغلى الوجبات لأفخم المطاعم ، تستفز مشاعر شعب فقير فقير جداً ..على فضائيات مصرية أو فضائيات تبث في مصر يملكها رجال أعمال عرب .

أقل ما يقال عنها أنها "قنوات مجرمة ومحرضة " محرضة للشعب ضد الدولة ... أيوه  أراها ويراها الشعب كذلك .

ففي الوقت الذي تدعو المواطن لتحمل تبعة رفع الدعم لتحقيق برنامج الإصلاح الاقتصادي كانت تشعل النيران في  الشعب الذي يتحمل ملا يطيق من غلاء أسعار من أجل بلاده بشكل فج ومستفز.

فيا من تحبون هذه البلاد أعيدوا الإعلام الحقيقي للبلاد .. أعيدوا للصحافة الشريفة دورها لتنوير الرأي العام الحقيقي وتوصيل شكوى الناس بدلا من فرض الوجوه المُزَيَفَة والمُزَيْفة للحقائق . أعيدوا للصحافة والإعلام هيبتهم ونقائهم فلا وجود لدولة متقدمة بلا إعلام وصحافة وطنية حرة مخلصة للبلاد .