19 أبريل 2024 09:50 10 شوال 1445
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
مقالات

صلاح عبد الله يرد على «دعاة الفيدرالية»

دنيا المال

 

تناولت عدة أقلام لكبار الكتاب والمفكرين في عدد من الصحف المصرية الحكومية والخاصة فكرة تطبيق "النظام الفيدرالي " في مصر  ، والذي يعني تحويل مصر إلى ولايات تتولى سلطاتها جميع اختصاصات الدولة فيما عدى الدفاع والاقتصاد والخارجية التي تكون من سلطة الحكومة المركزية بالعاصمة .

هذا النظام يناسب الدول متعددة العرقيات والتي يوجد بينها مشاكل كثيرة جدا وعدم ثقة بين تلك العرقيات المختلفة وتقيم في مناطق جغرافية منفصلة على سبيل المثال النموذج "الكردي " في العراق و إقليم " كتالونيا " في اسبانيا واقليم " كيبيك " في كندا ، والنموذج الأشهر في " الولايات المتحدة الأمريكية " لأنها في الأصل دولة مهاجرين مختلقي العرق واللغة ، فمثلا نصف عدد السكان في " كاليفورنيا " يتحدثون الإسبانية . وكذلك النموذج النيجيري في إفريقيا حيث تتشكل الدولة من ثلاث قبائل رئيسية " الهوسا واليوربا والإيبو " وهي قبائل مختلفة عرقيا ولغويا ودينيا . لهذا فالنظام الفيدرالي هو الأنسب لتلك .

أما إذا طبقنا هذه المعايير على مصر نجد مجتمعا متجانساً ، لا توجد به عرقيات مختلفة ، موحد اللغة والحالة الدينية فيه ممتزجة بطول البلاد وليست منقسمة . إذا فما المبرر لتطبيق الفيدرالية

لهذا فأنا أرى أن الحديث عن الفيدرالية في مصر في حده الأدنى " تهريج سياسي " أما الحديث عن حل المشاكل وسرعة الاتصال والاهتمام بالبيئة المحلية فمن خلال اللامركزية مع التقدم العلمي والتكنولوجي وسهولة الاتصال تجعل حل المشاكل في المحافظات أسهل وأكثر تقدما خاصة مع تطوير الجهاز الإداري .

مصر دولة مركزية ومجتمع متجانس وأسرة متماسكة وهذا هو سر قوتها وصمودها واستيراد نظم سياسية لا تناسب هذه التركيبة يمثل خطر على المجتمع المصري .  

 

بقلم : دكتور صلاح عبد الله البرلماني السابق