16 أبريل 2024 19:59 7 شوال 1445
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
مقالات

عبدالله حشيش يكتب: النيل ..وأحاديث الإفك

دنيا المال

تصاعدت فى الفترة الأخيرة ما يمكن ان نسميه بــ" احاديث الافك " فى تناول قضية مياه النيل وازمة سد الألفية الاثيوبى ،وتطل علينا يوميا عبر الفضائيات او على صفحات التواصل الاجتماعى , شخصيات تبث او تنشر بشكل متواتر معلومات خاطئة وحقائق مغلوطة , معلومات واخبار يمكن ان نطلق عليه "أخبار بالتمنى " ، المريب فى الامر أن تلك الاراء والمعلومات تصدر عن شخصيات لا علاقة لها بملف مياه النيل اوالقضايا الافريقية، وان علاقة ومعارف هؤلاء الاشخاص بالقارة الافريقية لا تزيد عن معرفتى باللغة الصينية مثلا , وأن ما يصدر مجرد اجتهادات وانطباعات شخصية من غير ذوى الاختصاص وتحدث فقط اثارة غير مبررة أو تخلق مشاكل تضر بالامن القومى المصرى , كما تخلق فجوة بين المواطنين ومؤسسات الدولة برفعها ما يعرف سياسيا بثورة التوقعات المتزايدة للمواطنين وزيادة الآمال والطموحات التى ربما لا تتحقق مما يخلق غضبا شعبيا تجاه مؤسسات الدولة. قضايا مياه النيل وعلاقة مصر بدول الجوار الافريقى شديدة الحساسية والخطورة لمعطيات الامن القومى المصرى , ومطلوب عدم الخوض فيها الا للمتخصصين فى هذه القضية لانهم الاجدر للتعاطى مع متطلبات الامن القومى عند الحديث عن هذه القضايا وخاصة قضيتى السد الاثيوبى وعلاقة مصر بدول حوض النيل , والتى يجب ان تدار عبر مؤسسات صنع القرار وهى تملك القدرة والرغبة فى الحفاظ على حقوق مصر التاريخية والسعى الى زيادة الموارد المائية من مصادر متنوعة للوفاء بمتطلبات مصر من المياه وبما يتوافق مع خطط التنمية ومع زيادة اعداد السكان التى بلغت 104 مليون نسمة ومرجح ان يصل سكان مصر الى 120 مليون فى غضون السنوات الاربع القادمة. أثارت التحليلات والاجتهادات غير المحسوبة حول زيارة الرئيس الارتيرى للقاهرة ، الكثير من الجدل على المستوى الاقليمى وبنفس القدر من الجدل حول العلاقات المصرية السودانية بعد قرار الخرطوم استدعاء سفيرها بالقاهرة ، ومن قبلها الاحاديث الغير دقيقة عن بدائل مصر من المياه الجوفية والاكتشافات التى حققتها مصر فى هذا المجال وأنها تكفى حاجة مصر من المياه لمدة 200 عاما مقبلة ، فيما تضعف مثل هذه الاحاديث موقف مصر التفاوضى مع اثيوبيا ,خاصة وان اثيوبيا تجمع كل ما ينشر او يبث فى وسائل الاعلام المصرى وتستخدمه للتشهير بمصر , انطلاقا من مزاعم ان الاعلام المصرى تديره الحكومة المصرية وان مايردده الاعلام يتم بتوجيه من الحكومة المصرية , أسوة بما حدث فى مؤتمر الفضيحة الذى بثه المخلوع محمد مرسى ، واقامت يومها اثيوبيا الدنيا ولم تقعدها من أن مصر تدق طبول الحرب . أما على صعيد المعلومات من دراسات وتقارير عالمية متخصصة فيما يتعلق باحتياجات مصر المائية خلال الفترة القادمة وبعد الزيادة السكانية والمشروعات التنموية ، فان مصر تحتاج الى 79مليار متر مكعب وهى اكبر من حصتها المقررة تاريخيا ب 55,5مليار متر مكعب ، وهذا يعنى ان هناك نقصا فى الاحتياجات المائية لمصر بما مقداره 23,5 مليار متر مكعب، ويضاف اليه نقصا متوقعا فى سنوات تخزين السد الاثيوبى بما مقداره بــ 18.5 مليار متر مكعب، فيما يبقى الحديث عن المياه الجوفية فى الخزان الرملى النوبى ،فانه قيد الدراسة حتى الآن ولم يتم اتخاذ اجراءات تنفيذية منذ اعلان طبرق الموقع عام 1989 ، وان الهيئة المشتركة للخزان المشكلة من دول الخزان الاربع وهى مصر وليبيا والسودان وتشاد ، عقدت18 اجتماعا ولم تصل الى توقيع اتفاقية لضمان الاستخدام العادل ولاسيما ان الخزان " احفورى " ومعناه انه غير متجدد و قابل للنضوب , وتقدر الدراسات الاولية لمياه الخزان بـ 200 مليار متر مكعب , ومن هنا علينا ان نستمر فى ثقتنا بقيادتنا وهى حريصة على الحفاظ على امن مصر القومى وتملك الادوات الكافية . عبد الله حشيش