28 مارس 2024 21:21 18 رمضان 1445
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
مقالات

عبدالله حشيش يكتب عن .. حوار ” الطرشان ” بين مصر والسودان

دنيا المال

تشهد العلاقات المصرية السودانية تصعيدا مباشرا خلال الفترة الماضية , ومرشح باستمراره فى حال استمر حوار " الطرشان " بين القاهرة والخرطوم ولاسيما ان السودان أسست مواقفها التتصعيدية على اما معلومات مغلوطة او استنتاجات غير صحيحة لسياسات مصرية تتماس مع السودان سواء "جغرافيا "او "مصلحيا " ,وان التصعيد الحادث الآن من جانب السودان يهدف فى الاساس الى تجاوز ازمات داخلية متوقعة خلال المرحلة المقبلة بعد اقرار الموازنة السودانية الجديدة وتشمل ارتفاعات غير مسبوقة فى الاسعار , مما ينذر بحدوث اضطرابات داخلية مما دفع نظام البشير الى تطبيق قاعدة اختلاق عدو خارجى بهدف توحيد الجبهة الداخلية ، وان مثل هذا الاسلوب تلجأ اليه الانظمة الاستبدادية لتجاوز ازماتها الداخلية، وقد تحقق هذا عبر قرار استدعاء السفير السودانى بالقاهرة من جانب الحكومة السودانية لابراز حالة عداء من جانب مصر تجاه وهو امر غير موجود بالاساس . وان ابراز مصر كعدو يحظى بزخم شعبى كبير ويزيد من فرص تدفق الاموال القطرية والتركى الى نظام البشير . ولعبت قطر عبر قناتها و اثيوبيا عبر تسريبات لاخبار لم تحدث اصلا , دورا محوريا فى التصعيد الذى تقوم به الخرطوم حيث قامت الدولتان بترويج معلومات غير حقيقية عن سياسات مصرية "زعمت " اثيوبيا انها ضد السودان ، وكان فى مقدمة المعلومات المغلوطة التى ارسلتها اثيوبيا الى السودان عبر وسائل متنوعة , تلك المزاعم القائلة بان وزير الخارجية المصرى طرح على الجانب الاثيوبى خلال زيارته الاخيرة ، استبعاد السودان من اللجنة الفنية الثلاثية الخاصة بسد الالفية الاثيوبى ، فيما كانت الحقيقة ان مصر قدمت عرضا للسودان واثيوبيا تطلب فيه بانضمام البنك الدولى الى اللجنة الفنية الثلاثية الخاصة بالسد الاثيوبى باعتباره طرفا محايدا ويملك القدرات الفنية، كما روجت قطر عبر اعلامها المضلل معلومات عن امدادات عسكرية مصرية اماراتية لدولة ارتيريا وان تلك المساعدات العسكرية سوف تذهب الى متمردى دارفور ، مما دفع الخرطوم الى اتخاذ قرار باغلاق الحدود مع ارتيريا بالتزامن مع قرار اثيوبيا باغلاق حدودها مع ارتيريا ،لتاكيد " اكذوبة " الحرب العسكرية المصرية على السودان, وكما تروج اثيوبيا عن عن دعما مصريا لدولة ارتيريا ، وهى ايضا وراء الترويج عن دعم مصرى لدولة جنوب السودان وهو الامر الذى ترفضه كل من الخرطوم واديس ابابا باعتبار الوجود المصرى فى جنوب السودان ياتى خصما من الدور والنفوذ الاثيوبى فى جنوب السودان ويتقاطع ايضا مع مصالح الخرطوم التى تنحاز لاحد اطراف الصراع فى جنوب السودان وعلى الصعيد المصرى , تبدو زيارة الرئيس التركى رجب طيب اردوغان مثيرة للقلق الاعلامى فى القاهرة على خلفية المواقف والسياسات العدائية التى تنتهجها تركيا ضد مصر على دار السنوات الاربع الماضية ، وزاد من هذا القلق , قرار الحكومة السودانية بالتنازل عن جزيرة سواكن كى تديرها تركيا وبدون سقف زمنى او تحديد لماهية الوجود التركى فى الجزيرة ، وخاصة بعد خطوات تركية سابقة باقامة منطقة عسكرية لها فى الصومال , مما يعزز شكوك القاهرة من نشاطات استخبارية تركية ضد مصر والوضع فى البحر الاحمر بشكل عام وعلى ضوء ماسبق , تؤسس المعطيات السابقةالى اصرار السودان على ادخال العلاقات بين القاهرة والخرطومالى منحدرات خطرة تتجاوز المسميات التاريخية لعلاقات البلدين والتى كانت توصف بالتاريخية والعضوية ،فيما وقفت كل الاطراف العربية والاقليمية بالاتحاد الافريقى او جامعة الدول العربية , متفرجة بانتظار حسم المواجهة بين الشقيقين بنظام قواعد المصارعة والتى تحسب اما بـــ " القاضية " او "النقاط ".